اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت بين مطرقة الأهواء وخذلان الأبناء

حضرموت بين مطرقة الأهواء وخذلان الأبناء

بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الثلاثاء 21 اكتوبر 2025

الحمد لله لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المُهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبّتي، هل أحببنا حضرموت حقًا؟
هذا السؤال يراودني بعد كل ما يُكتب ويُقال، وما يؤلمني أن الكل يتغنى بحضرموت، ولكن والله لقد أيقنت – بعد لقاءاتٍ بالسلطة في الوادي – من خلال عدة رسائل وصلتني من المواطنين، أن الواقع مؤلم.
فالبعض يشكو من ظروفٍ صعبة، وأمراضٍ منتشرة، والمستشفيات الخاصة تستنزف الأموال، بينما مستشفيات الدولة تعاني بعضها من الإضرابات ، وأخرى ينقصها الكثير من الاهتمام والرعاية والاحتياجات الضرورية والكوادر الطبية.
وفي بعض المناطق، يناشد الأهالي بسرعة صيانة المدارس المتضررة، أو مدّ أيادٍ بيضاء لهدمها وإعادة بنائها.
كثير من المتواصلين من مناطق الساحل والوادي يناشدون أيضًا بشأن تدهور الطرقات والجسور، فكل يوم تقع الحوادث وتُزهق الأرواح.
ولي مقال سابق عن هذا “الشرايين للخطوط الدولية” تحدثت فيه عن خط العبر – الوديعة، وخط المديريات الشرقية من الشحر حتى المهرة، وخط الوادي من ثمود حتى شحن، إذ لا يمر يوم إلا وهناك أنفس تُزهق.
فإلى متى هذا الصمت والتجاهل؟ وهو خط مأرب العبر يحصد ١٤نفس اثره حادث مؤلم
ياحكومتنا الموقرة أليس الأمر والانفس إلتى تزهق لا تعنيكم
بعض المديريات بحاجة إلى بناء مجمعات للدوائر الحكومية تليق بمكانتها، وتعكس صورة مشرفة لوجهها الحضاري.
أيها السلطة، والحلف، والمرجعية، وكل المكونات والشرائح الحضرمية، إن حضرموت بحاجة إلى تنمية حقيقية، ولن تتحقق طموحات أبنائها في التنمية وتحسين البنية التحتية والخدمات إلا بالترفع عن المصالح الحزبية والسياسية والنعرات القبلية.
كفانا انقسامًا، كلنا مسؤولون.
قلنا مرارًا وتكرارًا: كفى، فحضرموت تستغيث!
الموظف والجندي مضت عليهم أشهر بدون مرتبات، والمعلم يئن تحت وطأة المعاناة والتجاهل المريب.
سؤال يُطرح: تُصرف أموال طائلة لكل الأطراف، والآن هناك دعم غير محدود للتجنيد والتسليح، وقلنا إن هؤلاء سيكونون خيرًا لكم ولنا، فلماذا لا يُسخَّر ولو نصف هذا الدعم للتنمية والبناء؟
أين العقول الرشيدة؟
سنوات عجاف نتجرع فيها المرارة والويلات بتردي الخدمات، وغلاء المعيشة، وتدهور العملة، وانتشار الأمراض، وتفشي البطالة والفقر، مما أدى إلى زيادة الجريمة والسرقات.
ومن باب المحبة والنصح، ننتقد لأننا نحب حضرموت، ونخشى عليها من الغرق.
أنادي جميع أبناء حضرموت – من سلطة، وحلف، وجامع، ومرجعية، وكل المكونات والشرائح –
لن تُبنى الأوطان ولن تزدهر إلا بالتسلح بالعلم والمعرفة، وبفتح أبواب الحوار، ومدّ يد الإخاء والمحبة والتسامح.
والله، لو جمعتم كنوز الدنيا، فلن ننزل إلى قبورنا إلا بخرقةٍ طولها سبعة أمتار، وما تقدمه لنفسك هو الباقي لك.
فاحذروا النفس الأمارة بالسوء والهوى.

إغلاق