حضرموت تودّع التربوي القدير فرج عوض طاحس رحيلٌ أوجع قلوب محبيه
( #تاربة_اليوم ) / إذاعة سيئون
18 اكتوبر 2025
فقدت محافظة حضرموت عامة، ومدينة سيئون على وجه الخصوص، واحدةً من أبرز شخصياتها التربوية والسياسية والحقوقية، الأستاذ فرج عوض طاحس الذي وافته المنية صباح امس الجمعة بعد حياةٍ حافلة بالعطاء والإنجاز في ميادين التعليم والعمل الوطني.
وشيّع المئات من أبناء سيئون عصر امس الجمعة جثمان الفقيد ، في موكب جنائزي مهيب تقدمته قيادات السلطة المحلية والتربوية، وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية، والمشائخ والشخصيات الاجتماعية، إلى جانب زملاء الراحل وأبنائه ومحبيه.
وأُديت الصلاة عليه في مسجد الشافعي بمدينة سيئون، وفي برقية عزاء ومواساة، عبّر محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي عن خالص تعازيه لأبناء وأسرة الفقيد، مشيداً بما قدّمه من إسهامات كبيرة في خدمة التعليم والصحافة والمجتمع، مؤكداً أن حضرموت فقدت قامة وطنية كرّست حياتها لخدمة الناس والدفاع عن قضاياهم بكل إخلاص وتفانٍ.
كما عبّر وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عامر سعيد العامري، ومدير عام مديرية سيئون خالد صالح بلفاس، في برقيتي عزاء منفصلتين، عن حزنهم العميق لرحيل هذه القامة التربوية التي تركت بصمة بارزة في تاريخ التعليم والسياسة بحضرموت، مؤكدين أن مسيرة الراحل ستبقى نموذجاً يُحتذى في الإخلاص والانضباط والالتزام الوطني.
ونعت إدارة ثانوية الصبان للبنين بسيئون فقيدها العزيز ومديرها الأسبق، التربوي المخضرم فرج عوض ناصر طاحس، الذي تولّى إدارة الثانوية خلال الفترة من 1985 حتى 1994م، وواصل أداء رسالته التعليمية معلمًا لمادة التاريخ حتى تقاعده عام 2008م.
ولد الفقيد الأستاذ فرج طاحس في قرية شعب قريو بمديرية شبام حضرموت عام 1949م،
ونشأ في أسرة من المزارعين وتلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب والمعلامات التي كان ينظمها الأهالي في مسجد قريو ثم انتقل إلى منطقة دي أصبح .
و التحق بمدرسة أهلية شبه نظامية ثم التحق بالتعليم الحكومي الذي بدأته السلطنة الكثيرية، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدينة الحوطة بمديرية شبام أواخر الخمسينيات والستينيات.
وأكمل الثانوية في الفترة ما بين 1971 و 1973م في ثانوية سيئون، التي تأسست عام 1965م
سافر للدراسة في بلغاريا، حيث درس لمدة خمس سنوات في أكاديمية العلوم الاجتماعية وإدارة المجتمع وتخصص في التاريخ والعلوم السياسية وتخرج من المرحلة الأكاديمية في عام 1985م.
عُيّن مديراً لثانوية سيئون، خلال الفترة من عام 1986 حتى عام 1994م.
بدأ العمل السياسي مبكراً، منذ عام 1966م، وكان عمره حوالي 15 سنة و شارك في العمل السياسي من خلال اتحاد الطلاب الحضارم، والذي كان الواجهة العلنية للجبهة القومية التي تعتبر امتداداً لحركة القوميين العرب. وكان عضواً في مجلس الطلاب على مستوى المحافظة .
عرف عنه التزامه الوطني المبكر منذ ستينيات القرن الماضي، ومشاركته الفاعلة في العمل النقابي والسياسي، حيث كان من مؤسسي تنظيم الحزب الاشتراكي في سيئون، وعضواً في لجنته المركزية وسكرتيراً لدائرته الدولية، كما ساهم في تأسيس إذاعة سيئون وأشرف على برامجها في مرحلة التأسيس في سبعينيات القرن الماضي .
هذا وكانت إذاعة سيئون قد استضافت في شهر مارس 2023م وضمن برنامجها الأسبوعي ساعة صفاء الذي يقدمه الزميل رشاد ثابت الشخصية التربوية والسياسية فرج طاحس في لقاء إذاعي مطول تحدث فيه عن بدايته في العمل الطلابي بالمحافظة وأنشطته التربوية والسياسية والحزبية ومشاركاته المجتمعية وذكريات طفولته ودراسته الأكاديمية .
تميّز الراحل بسيرته العملية النزيهة وأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم، وكان مثالاً للمربي المخلص والمواطن الغيور على مجتمعه ووطنه، وله كتابات ومقالات فكرية واجتماعية شكلت إضافة للمشهد الثقافي والسياسي في حضرموت.
لقد رحل الجسد، لكن سيرته وإنجازاته ستبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال وضمير المجتمع الحضرمي. رحم الله الأستاذ فرج عوض طاحس، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.






