اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت بين دعاوى التمثيل وغياب المرجعية الصادقة

حضرموت بين دعاوى التمثيل وغياب المرجعية الصادقة

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : أنس علي باحنان
17 اكتوبر 2025

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مرجعيةٍ سياسيةٍ تمثّل الحضارم، وعن وجود ممثلٍ وحاملٍ سياسيٍّ فريدٍ للقضية الحضرمية. ومع أنَّ كلَّ مكوّنٍ يدّعي ذلك، ويرى في نفسه أنَّه الممثلُ الشرعيُّ والوحيدُ لحضرموت حاضرًا ومستقبلًا، إلّا أنَّ هذا الادّعاء لا يمتّ للحقيقة بأدنى صلة.

إنَّ من يريد أن يكون ممثّلًا وحاملًا للقضية الحضرمية، أول ما يجب عليه هو رفض التبعية والوصاية والعبودية لأي أجنداتٍ خارجيةٍ تتقاطع مصالحها مع مصالح حضرموت وتتنافى مع قضيتها العادلة. فمن دون ذلك، سيظل هذا العمل عبثًا محضًا، بل مضرًّا ضررًا بالغًا بالقضية الحضرمية، إذ إنَّ مثل هذا التصرف كمن يُلقي بفلذة كبده في أحضان الغير دون وعيٍ أو مبالاة.

نعم، إنَّ على نُخب حضرموت وقادتها وزعماء مكوّناتها ومختلف مرجعياتها اليوم أن ينفضوا عن أنفسهم غبار الوهم، ويتحرّروا من عقدة التبعية، فحضرموت لا يليق بها أن تكون تابعًا لأحدٍ، ولا يجوز لغير أبنائها أن يقرّروا مصيرها.

لقد قلنا مرارًا وتكرارًا إنَّه لا يحقّ لأحدٍ أن يتحدث باسم حضرموت أو يعدّ ممثلًا شرعيًّا لها، إلّا من كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأنَّ حضرموت ندٌّ ورقمٌ صعبٌ في المعادلة اليمنية والإقليمية، لا يمكن تجاوزه بأي حالٍ من الأحوال. ومن يدّعي تمثيل حضرموت وهو يسعى لإلحاقها بالغير، فإنّما دعواه باطلةٌ ومردودةٌ عليه.

إنَّ حضرموت عصيّةٌ على الانكسار، ورقمٌ لا يقبل القسمة على اثنين، ومن أراد أن يتحدث عنها أو يمثّلها، فليكن حديثه حضرميًّا خالصًا، نابعًا من روح الأرض وضمير أهلها، بعيدًا عن كل تبعيةٍ أو ولاءٍ خارجيٍّ. اوليترك الميدان لمن هو أقدر وأجدر على حمل الأمانة والقيام بالواجب.

وخيرُ من يمثّل حضرموت تمثيلًا حقيقيًّا هو من يضعها في المكان اللائق بها، بما يتناسب مع إرثها العظيم ومجدها العريق.

نعم، لقد بتنا اليوم — في ظل هذه الظروف العصيبة والمخاطر المحدقة — أحوجَ ما نكون إلى العودة إلى ماضينا التليد ومجدنا المشرق في بلاد الأحقاف، لنستلهم من تاريخها العريق، وموروثها العلمي والأدبي والحضاري، دروسًا تعيد لنا الوعي والبصيرة، وتمنعنا من تكرار الأخطاء التي جعلتنا نظهر بمظهر الضعف والانكسار.

حضرموت الجوهرة التي ستظلّ ساكنةً في سويداء القلب، كبيرةً في نظر أبنائها الأوفياء، الذين سيحملون بإذن الله تعالى الراية من جديد، وينيرون الطريق نحو مجدها الضائع، ويعيدون لها مكانتها السامية التي فرّط فيها — للأسف — بعض أبنائها العاقّين الذين أوصلوها إلى هذا النفق المظلم.

لكنّ حضرموت لن تموت وأبناؤها البررة على العهد باقون، حتى تنهض من جديد، عزيزةً شامخةً كما كانت، والله الموفّق.

*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*

إغلاق