انقلاب الانتقالي على الشرعية لن يدوم طويلاً
بقلم السياسي / الشيخ خالد عبد الله العامري
السبت 13 سبتمبر 2025
ندرك جميعًا أن قيادة الانتقالي دائمة الإيهام لأنصارها بأنها تمتلك شرعية الجنوب والشارع إلى جانبها، من خلال شعارات ثورية مكتسبة من الماضي، ومن خلال تركيبة قيادتها في المركز والمحافظات والمديريات. ورغم قربي منهم ووقوفي إلى جانبهم في كل عمل يخدم المواطن، ودون أن أكون منتمياً لأي تركيبة حزبية، فقد كنت في مقدمة الصفوف خلال ثلاث حروب في الجبهات.
غير أن القرارات الأحادية من قبل عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، خاصة فيما يتعلق بالتعيينات، تهدف إلى خلط الأوراق وإقناع أنصاره بأنهم يمتلكون شرعية الجنوب والشارع وهذا خطأ سيدفع ثمنه لاحقًا ,فكل مكوّن يزعم أنه يمثل الشارع والمحافظات مبالغ جدًا؛ قد يكون له حضور في عدن ولحج والضالع، لكنه لا يملك أن يحكم الجنوب بأكمله وحتى إن حشد مليونيات وقدم فيها قتلى وجرحى تحت شعارات رنانة، إلا أن شيئًا لم يتحقق منها طوال خمسة عشر عامًا، مع أن الظروف السابقة كانت أيسر من اليوم، ونحن الآن تحت البند السابع والمبادرة الخليجية، والقرار اليمني بيد الدول الأربع.
هذه الممارسات تعرقل كل جهد لإصلاح الاقتصاد والقضاء على الفساد وتحسين وضع العملة. الانتقالي يحاول أن يعيد الأوضاع إلى التدهور خدمةً لمصالحه ومصالح دول داعمة له. ونعرف جميعًا أن تركيبة الشرعية اليوم قائمة على دولتين: السعودية وتجارها، والإمارات وتجارها المتمثلين بالانتقالي. وكلاهما لا يحمل همّ اليمن بقدر ما ينفذ مصالحه الخاصة.
ليس من حق أي عضو في مجلس القيادة أن يصدر قرارات بالتعيين أو التغيير دون مصادقة المجلس ورئيسه، بغض النظر عن شخصه. كما لا يمكن تجاهل الحكومة التي حظيت بثقة الشارع بعد تعيين دولة رئيس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، والذي يُعتبر اليوم الرئيس الشرعي فعليًا، إذ لمس المواطن منذ بداياته الأولى نتائج طيبة في العملة والأسعار وعودة هيبة الحكومة. وهو أول رئيس وزراء يلتف حوله المواطنون اليمنيون لنجاحه وبدايته الموفقة.
لقد اكتشف المواطن اليمني لعبة المكونات التي تلجأ إلى التعيينات غير الشرعية والقرارات الأحادية بمجرد أن تبدأ الإصلاحات، لمحاولة وقفها وخلق قلق في الشارع اليمني وإيهام أنصارها بأن بيدها القرار، بينما هي مجرد أوراق ضغط على التحالف لإرباكه. وأؤكد أن مثل هذه القرارات لن تُنفذ في حضرموت بتركيبتها الحالية، حيث توجد الحلف والجامع والمرجعيات وغيرها من المكونات، وهم يعرفون ذلك جيدًا.
لذلك نقول لهذه المكونات: ظهوركم في بدايات الإصلاحات عبر هذه القرارات غير موفق. لو سبق ذلك في وقت غليان الشارع لكان لكم موقف، أما اليوم فقد اكتُشف مخططكم لعرقلة الحكومة ومنعها من القيام بمهامها التي لاقت ارتياحًا عامًا. ولن يسندكم حتى ممثلوكم في الحكومة، لأن النهج نهج آبائهم وأجدادهم الذين لم يحققوا شيئًا في وزاراتهم.
ما نطلبه اليوم هو الوقوف مع الحكومة لاستكمال الإصلاحات، وإلا سندخل في صراعات طويلة تمزق البلاد أكثر مما مضى، وسيكون الخاسر الأول هو المواطن، بينما يهرب المسؤولون إلى الخارج ومعهم ثروات البلاد وأسيادهم. نأمل ألا نصل إلى ذلك.






