كسوف وخسوف
بقلم / عبدالمجيد السامعي
الاحد 7 سبتمبر 2025
كسوف الشمس وخسوف القمر ظاهرتان طبيعيتان تحدثان نتيجة لحركة الأجرام السماوية. وفقًا لعلماء الطبيعة، يحدث كسوف الشمس عندما يحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض، بينما يحدث خسوف القمر عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر.
ذكرت الأرصاد أن القمر سيحدث له خسوف كلي يوم غدٍ الأحد (ليلة الاثنين) ١٤ ربيع أول ١٤٤٧ هـ الموافق ٧ سبتمبر ٢٠٢٥م.
وسيستمر لمدة ٥ ساعات، ويتحول إلى اللون الأحمر، وهو ما يسمى بـ(القمر الدموي)
والخبر في الحقيقة مفزع ومخيف!
وهو في الميزان (الشرعي) نذير غضب وإرهاصات عذاب؛ لما ورد بألفاظ في الصحيحين وغيرهما من قول النبي ﷺ: «إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ يُخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه، وإنَّهُما لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه فإذا رأيتم كسوفَ أحدِهما فصلُّوا حتى ينجلي».
وبناء على ذلك فقد شرع الإسلام جملة من العبادات المخصوصة، يقوم بها المسلم عند وقوع هذه الآية الكونية المخُوفة، وهي عبادات دلت عليها أحاديث السنة المطهرة الصحيحة، كالآتي:
الصلاة الكسوف ، والاكثار من الدعاء ، والتكبير،والتسامح،والصدقة.
ويدل لها حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي في الصحيحين، وفيه: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا». وفي رواية: «ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر».
كما دل على الاستغفار حديث أبي موسى رضي الله عنه، في الصحيحين قال: خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى وقال: «إذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره».
ودل على العتق حديث أسماء رضي الله عنها عند البخاري وفيه: «وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة – أي : العتق».
والحث على فعل هذه العبادات في نازلة الخسوف والكسوف الكوني، دليل على أن حصول أحدهما يعتبر من الفوازع المنذرة بحلول شيءٍ مخوف من العذاب والبلاء بسبب معاصي العباد وكثرة مظالمه ومخالفاتهم؛
وأنّ هذه العبادات شرعت لرجاء رفع هذا البلاء وتوقي شره، وليس كما يقوله الطبيعيون غير المؤمنين بالله، إنها مجرد حوادث طبيعية لا تحمل أي دلالة!
ولذلك قال لنا من لا ينطق عن الهوى ﷺ: «ولكن يخوِّف اللهُ بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا».
نسأل الله أن يدفع عنا البلاء ويكشف الغمة عن هذه الأمة بفضله ورحمته.






