*الفارس الملثم *عائشة قيس الكنديالحضر مية.. ملحمة حضرمي من عبق التأريخ…
تاربة_اليوم /
كتب / يسلم بن علي عشيت وحريضة عندل
6 سبتمبر 2025
“في بادية حضرموت، كان هناك ملك يُدعى قيس بن غسان الكندي، وقد ورث الحكم عن والده غسان الغساني الكندي. في الحلقة الثانية، يكتبها الكاتب الحضرمي يسلم بن علي لموقع تاربة اليوم،
من وحي القلم
…. هنا قالت قمر وهي تبكي: “ابنتي يا قيس، عائشة!” فقال الملك قيس:
“ألم أقل لك أن تنتظريني؟ ماذا فعلت يا قمر؟ سنموت جميعًا. لا، والله، هيا بنا لنرحل قبل أن يأتي إخوة كليب ولن يرحموكم”
. ثم قال: “هيا يا قمر، فلنرحل و عائشة، وهي قوية وفارسة، وقلبي يقول إنها ستكون بخير إن شاء الله”.
فرحل الملك قيس وزوجته وأولاده، وبقيت عائشة في الصحراء.
في غضون ذلك، سيطر كليب الغساني الكندي وأخويه رداد ومتعب على الحكم، وأخضع كل قادة الجيش الغساني لحكمه. وجلس على كرسي الحكم، وقال: “إن لم يخضعوا بالسلم، سيخضعون بقوة سيفي هذا”.
ثم قال لرداد: “أنت وزيري، أرسل كتابًا يأمر كل القبائل الكندية الحضرمية ومن جاورهم من القبائل بطاعة الملك الكندي الغساني كليب بن شقير الغساني، ملك الملوك”. وأمره أن يذهب بنفسه على رأس الفرسان، وأن يُحضر له رأس كل من عصاه. فقال رداد: “سمعًا وطاعة، جلالة الملك المفدى
كليب الغساني بن شقير”. ورددت القاعة الملكية بصوت واحد: “يحيا الملك كليب بن شقير”.
ثم قال الملك كليب لمتعب: “أما أنت، فاستلم مقاليد الشرطة، ولا ترحم أتباع الخائن قيس”. فقال متعب:
“سمعًا وطاعة، جلالة الملك المفدى كليب بن شقير الغساني”.
وفي الصحراء، وصلت قافلة الشيخ ربيع شيخ قبيلة آل طميرة الغسانية، وقد أمرهم بالتوقف للتزود بالماء وراحة الإبل
وجلب الحطب لإشعال النار وتحضير الطعام. فذهب كلٌ في مهمته. ثم عاد عمار يركض ويقول: “سيدي ربيع، سيدي ربيع!” فقال الشيخ ربيع: “ما بك يا عمار؟” فقال عمار: “سيدي، هناك جثة طفلة في العاشرة من العمر مرمية خلف حصاة الرعاة”. فقال الشيخ ربيع: “ماذا؟ جثة؟ هيا بنا يا عمار، خذني إليها”.
فذهبوا، فوقف الشيخ ربيع وقال: “طفلة يا الله، ماذا جرى لها؟ لقد وقعت من أعلى الحصاة”. وأمر بفحصها، فقال: “إنها حية، يا عمار، لا يزال قلبها ينبض. ساعدني لنحملها إلى القافلة”. فحملها الشيخ ربيع بن طميرة، وتم استدعاء الشيخ شقير طبيب القافلة من مؤخرة القافلة. وأتم فحصها وتضميد جراحها وعلاجها، ولكن عائشة لم تستيقظ، فكانت في غيبوبة.
غدًا الحلقة الثالثة، الملك.”
