الإصلاحات ضرورة والإسناد المجتمعي أمر ملح
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الخميس 21 اغسطس 2025
الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، نعيش نشوة أمل بانفراجة قريبة، بتعزيز العملة لدعم الاقتصاد وتحسين البنية التحتية والخدمات والحياة المعيشية، بعد أن أنهكت المواطن الذي لا حول له ولا قوة. مجرد بصيص أمل في الإصلاحات، ونحن ندرك أن تلك الإصلاحات لها مردودات عكسية على من تنعّم بأموال الفساد منذ زمن. أعانك الله يا أبا صالح، رئيس حكومتنا. إنه المحك الحقيقي لمواجهة طوفان الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، وما انعكس على حياة المجتمع من استنزاف للموارد وتبديد للأموال العامة.
سيادة رئيس حكومتنا الموقر، لا نجهل حجم الحرب الضروس التي تخوضونها، وأقلامنا لن تكون إلا أحد السيوف لنصرة الحق ومحاربة الفساد. وما نطمح إليه من نهضة صناعية واقتصادية وتنمية وتحسين في البنية التحتية والخدمات، لن يتحقق إلا بتضحيات وتغليب المصلحة العامة. وما شدني إلى هذه الكلمات تصريح وزير الخارجية باستدعاء ١٦٤ من أعضاء البعثة الدبلوماسية، الأمر الذي وفر للبنك ملايين الدولارات، وما هذا العدد إلا نقطة من بحر أمام الكم الهائل من البعثات الدبلوماسية وملحقياتها في السفارات.
سيادة الرئيس، نكرر أعانك الله ومن أخلص إلى جانبكم ممن أحب شعبه ووطنه. ولنا عدة مقالات ونصائح ومناشدات، ولا يخفى عنكم ولا عن الجميع ما يتغنى به البعض من مجلس النواب والاستشاري والتصالح والتكتلات، وما تشكله من أعباء على الاقتصاد والإصلاحات بما تستنزفه من أموال طائلة. ونحن نعلم علم اليقين أن صلاحيات تلك المجالس انتهت منذ عقود. فلماذا لم تُحلّ تلك المجالس وتورّد أموالها إلى البنك المركزي لتعزيز الاقتصاد والإصلاحات؟
ونطلع عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مظاهر ترف المسؤولين وأبنائهم، وما يعيشونه من رغد العيش، بل ونرى مشاريع بمئات الآلاف من الدولارات خارج الوطن، والبعض يقيم حفلات زواج أبنائه بملايين الدولارات. أوقفوا هذا النزيف والعبث بالأموال لانتشال البلاد والعباد.
سيادة رئيس حكومتنا، هناك كارثة حقيقية على حضرموت خاصة، واليمن عامة، فيما شاهدناه اليوم عبر مواقع التواصل من قطع الطرقات بفعل السيول، واحتجاز الشاحنات المحملة بآفة المجتمع المدمرة: القات، الذي يُهرّب بالمليارات يوميًا. أليس هذا من أعظم أسباب فساد المجتمع؟ لقد دمّر كل جميل من القيم والأخلاق، ونشر الجريمة والمفاسد الدخيلة على مجتمعنا. إن كنتم صادقين في ولائكم وحبكم لحضرموت والبلاد عامة، فنناشدكم تقليص هذه الآفة ومعالجتها.
سيادة رئيس حكومتنا، هناك صرخات متكررة مما يحصل من تلاعب من قبل المؤسسات الحكومية والشركات. وأضرب بعض الأمثلة: شركة الطيران كانت قيمة التذكرة من عدن إلى جدة ١٢٠٠ ريال سعودي، أما الآن فقد وصلت إلى ٨٠٠ ألف ريال يمني، أي ما يعادل أكثر من ١٨٠٠ ريال سعودي. ونأتي إلى شركة الغاز، حيث كان سعر الصرف ٧٥٠، أي أن دبة الغاز تعادل ١٠ ريالات سعودية، أما الآن فتجاوزت ١٤ ريالًا سعوديًا. فأين التخفيضات؟
كما نقدم شكرنا الجزيل لكل من يعمل في ميادين المراقبة والمحاسبة بأمانة وإخلاص، لكن – ومن باب الإنصاف – يجب أن نذكر ما يعانيه التجار وأصحاب المحلات من ارتفاع الإيجارات وأسعار الكهرباء، إذ وصلت التعرفة إلى ٣٠٠%، وهي صراحةً تعرفة باهظة.
نتطلع إلى معالجاتكم وحلحلة هذه الهموم والمعاناة. ونقترح إلزام الوزارات والسلطات المحلية بإعداد خطط مزمنة لمكافحة الفساد، وتفكيك الدولة العميقة، وإبعاد الفاسدين، وإحلال كوادر نزيهة مكانهم، للمضي قدمًا في الإصلاحات.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد لما يخدم مجتمعنا وبلادنا، وأن تتركوا بصمات تُسطَّر بماء الذهب في تاريخكم.






