اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

المرفأ الآمن حين تعصف الرياح.. والضوء الذي لا يخبو حتى في عتمة الليل.

المرفأ الآمن حين تعصف الرياح.. والضوء الذي لا يخبو حتى في عتمة الليل.

مقال لـ / احمد باشغيوان
الاثنين 18 اغسطس 2025

ذلك هو المهندس صالح فائز العمري، رجل المكلا الذي حملها بين أضلعه كما يحمل الأب طفله المدلل، فكان لها ظلّاً، وكان لها سنداً، وكان لها قلباً لا يعرف الخذلان.

في كرسي الإدارة جلس، لا متكئاً على منصب، بل واقفاً على هموم الناس.. مديراً عامًا لمديرية المكلا، أعاد لوجهها نضارتها، فتح شوارعها كمن يفتح أبواب الأمل، ورصف طرقها كمن يمدّ خيوط الضوء في عتمة الدروب.

وفي ميدان الأشغال العامة كان اليد التي تشيد وتبني، والعين التي تراقب التفاصيل بدقة عاشق، يرى في كل حجر مشروع حياة، وفي كل مشروع حكاية مدينة.

أما في أروقة الرياضة، فقد كان العمود الفقري لأعرق أندية الوطن، نادي شعب حضرموت.. دخل أسواره لا كرئيس يجلس على كرسي، بل كقلب ينبض في المدرجات، وكشعلة تضيء الميادين، احتضن الأجيال، ورعى المواهب، وحوّل النادي إلى وطن صغير، تُرفع فيه رايات حضرموت عالية خفّاقة.

صالح فائز العمري.. رجل يكتب حضوره كما يكتب البحر على الرمال: واضحاً، خالداً، عصياً على النسيان.. هو النسيم حين تحتاج المكلا إلى نسمة، وهو الجبل حين تحتاج حضرموت إلى ثبات، لم يكن مجرد مسؤول، ولا مجرد رياضي، بل كان صوت مدينة، وروح نادي، وذاكرة جيل.

إغلاق