قمرٌ و فجر لا يضيء
تاربة_اليوم / كتابات وآراء
كتبه / أ. خالد لحمدي
15اغسطس 2025م
سراب يبزغ من منافٍ بعيدة ، وأنا وأنتِ ننقش على وجه الغيم الحكايا وشرارة العشق التي لم تخبُ أو تنطفئ .
شرارة .؟!
لِمَ نعتّني بهذا الأسم وأنتَ من يعرف اسمي جيّداً .؟
لأنكِ أولى الحبيبات اللاتي سكنّ روحي ودواخلي .
جميلة الجميلات ، بذرة العشق التي ستغرق العشاق ولهاً أو ربمّا تغرقهم في بحار الأماني والمسالك البعيدة .
أتدرين .؟
أو رجعت إلى هرطقاتك المستحبّة .؟
في حضرتك تجيئني شياطين شعري
و قصائدي التي لم اكتبها بعد .
ياحلو .
أنتِ أحلى ، بل أجمل اسم ثلاثي الأحرف كتبه حبر الدهشة وقلم الحرائق الوالهة .
هاااو.. قالها قبلك الشاعر المحضار :
( إنت احلى اسم في قلبي رباعي الحروف ) .
أدرِ .. ولكن حبيبة المحضار رباعية الأحرف وأنتِ ثلاثية العشق والهوى والملامح .
– لِمَ تحدّق فيّ كثيراً .
– لم أعد اعرفك مثل عهد مضى .
صرتِ وهجاً يسابق الزمن ، عاشقة في عصر الخلل واللاتوازن ، إمرأة تكتنز عشقاً وحياء ، ضحيّة بين جحافل القهر و عشّاق الخديعة والازدراء .
أحببتُكِ .
نعم .. وكشفت لكِ مخبئي وكنوزي التي
لا تقوى على التحرّر والنهوض .
صرت أراك في مرايا وجهي وصباحات أيامي الكالحة ، أو تعين ذلك أم لم تدركي حقائق الأشياء .؟
وأنت وطني الذي أراه اللحظة مستلقياً على فراش مزركش تحيطه الوصائف المزهوّة بالقرف والثورة المضادة .
عزيزتي رويداً .
ثقي جيداً.
أستطيع أن أوقف الزمن وأضع مفاتيحه بين يديك ، أن نعانق الفصول معاً ، و نقف وحيدين على شواطئ الذكرى عاريين إلاّ من بقايا رمل وقطرات ماء عطرة ، وفي غابات الهجس نسطّر ما لا يراه الآخرون .
أحقا ذلك .
بل ونوضح أن الحب كاسان معتّقان
لا ينقسمان .
أو كل هذا ؟
بل أكثر .
أتدرين .؟
أشعر اللحظة أنّي أمشي على حواف شفتيك وانحدر رويداً على صدرك واقف بين جبلين شاهقين وأصرخ بصوت منسحب : سأبيع قصائدي وكتبي و بقايا حبر أوشك أن يجف ، وبصخب الريح وأصوات الوطن المنكسر سأعلن بثقة : بأن أرخص الأسعار هل من مشترٍ ؟ سأبيع كل شيء إلاّ أنا و أنتِ و وطني ، وليأت حينها الرحيل كيفما يشاء .
دعنا من كل هذا ، أو تستطيع أن تأتي الآن .؟
أشعر اللحظة بأن كل شيء زاهٍ وملوّن ، ونور يملأني نشوة واشتهاء .
تعال كي نغادر الزمن المسموم بالحكايا الناتنة والتهاويم المغسولة بالقبح والازدراء .
لِمَ لا تتصل بي وتأخذني أو لأجيء إليك بعد جدب واشتياق .
أوه أو لم تدرين بعد .؟
ماذا حدث ، أعذر تختلقه كي لا نذهب نحو عُمرٍ آسر وبهي .؟
لا أبداً ولكن .! ولكن ماذا ، لِمَ هذا الصمت المميت ؟
لقد أضعت هاتفي .
ياالله .
أهو عذر أم حيلة منك .
لقد فقدت كتاباتي ورسائلي ولم يبق بذاكرتي سواكِ .
ما آلمني عدم استطاعتي شراء محمولٍ جديدٍ .
أو حقاً ما قلت .؟
بلى .
أو لست شاعراً وكاتباً ومُحبّاً للأرض والوطن .؟
حبيبتي .
هلا .
لقد تمدّد الزيف و امتلأت المضايق بالإمعات والسفلة وبائعي الوهم والشرف والخراب .
فشعري موقف وكلماتي حجارة ورياح حق
لا تستكين .
لستُ من يقايض وطناً – وإن كان معتلا ومتعبا – بهاتف خلوي .
أهاااااا .
أدركت الآن ندرت مهاتفاتك في الآونة الأخيرة .
اسمعني جيداً .
سأبيع مجوهراتي ومصاغي و خذ المبلغ الذي تريد .
كيف يحدث هذا .؟
أنتِ وطني و الوطن لا يُباع .
دعك من كل هذا .
أنا الوحيدة التي أنتمي إليك .
أيها الشوق قف قليلاً قبل أن تفتح بمشرطك أوردة جسدي ففي الروح غصّة و سكاكين موشومة بالدم والأرق و ثمّة ليل لم اكتشف خيوطه بعد .
برودة تنز في مفاصلي ، تطوف بي فضاءات
لا تعرف صدقاً أو حياء .
شتات وغربة وروائح ناتنة .
إمرأة تهجس على إيقاع القحط والتسوّل
و صوت آخر يتصاعد بغنج من غرفة ذات أسرّة موشّاة بالبذخ والرخاء .
عشيق يأتي وآخر يذهب و قلب تحت الشمس يداعب طفلا لا يعرف أباه .
أرواح نضجت جلودها و اسودّت ملامحها .
جوقة العصر المطعون بمدية الخرافة ترتفع عالياً مصحوبة برايات الأمجاد المنكّسة .
صوت ينادي من علوٍّ :
ستظل الحقيقة عارية تحت شمس تبعثرت خيوطها في بلاد مشبعة بالسقوط والتعرّي
لا تعرف الصدق والحياد .
حبيبتي .
تمسّكي جيداً ، سنرتقي معاً مدارج زمني ، ونغادر عصر الولادة الموبوء وسنعانق النجوم
ووجه القمر .
ونقرأ حينها تهاليل الشوق وتدفّقات أحرف رُبّما يوماً تصنع الحياة .
*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*






