اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

معركة الكرامة: صراع لن يُسدل عليه الستار إلا بزوال الباطل

معركة الكرامة: صراع لن يُسدل عليه الستار إلا بزوال الباطل

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
5 اغسطس 2025

إنها معركة ضارية، فصولها بدأت ولن تنتهي إلا حين يُسدل الستار على المهزوم فيها. طرفاها: مواطن مظلوم يموت كل يوم، لا مرة، بل مرات، وتُنتزع لقمة عيشه من فمه بغير رحمة، وعدوه منظومة فساد طغت وبغت، وتوسّع نفوذها حتى غدت عصبة، بل عصابة، تضم بين صفوفها طغمة من التجار الفجّار، والصيارفة المرتزقين، والساسة الانتهازيين، تسندهم آلة عسكرية ضاربة، لا تتحرّج من أن تصوّب رصاصها إلى صدر مواطن أعزل، لا ذنب له إلا أنه خرج يطلب حياة كريمة، ويصبو إلى غدٍ أفضل.
ندرك جميعًا أن منظومة الفساد والاستعباد، وإن تزيّنت بمسوح العصر، فإنها في جوهرها امتداد جاهلي سافر، تملك المال الوفير، وقد جمعته من عَرَق الشعب، ومن نهب حقوقه، وتستقوي بآلة بطش عسكرية رأيناها بأعيننا، وهي تهوي على المواطن المظلوم، وتملك أدوات الغش، وفنون المكر والخداع، التي تربّت عليها منذ نعومة أظفارها. أما خصمها ــ المواطن ــ فلا يملك إلا كرامته، وإيمانه بالله، وثقته بعدالة قضيته، وهي وحدها كفيلة بنصره، بإذن الله تعالى.
لا يظن أولئك الظالمون أن الله غافل عمّا يعملون، إنما يُمهلهم ليومٍ يشيب فيه الولدان، يوم يقتص فيه العدل الإلهي من كل باغٍ متجبر، ممن سار على خُطى فرعون، وقال: ما أريكم إلا ما أرى وقال أنا ربكم الأعلى” وكذب ورب العزة .
ما يخوضه الحضارم اليوم ليس مجرد احتجاج، بل ملحمة كرامة، ومعركة وجود، يخوضها شعبٌ أبيٌّ، أرهقته آلة الظلم، لكنه يأبى الانكسار، ويخطئ من يظن أن هذا الشعب أعزل أو يسهل تركيعه، فما يمتلكه من عزة نفس، وصلابة إرادة، يفوق ما في جُعبة خصومه من رصاص ومكر لقد استبشر المواطن حينما سمع بأنباء تعافي الريال اليمني، وطار قلبه فرحًا، طامعًا في بصيص أمل، وتحسن ملموس في معيشته، لكنه سرعان ما اصطدم بجدار الفساد المتجذّر، حين وجد أن الواقع لا يزال مرًّا كما كان، بل أشدّ يتقاذف الفاسدون المسؤولية فيما بينهم وكل منهم يلقي بالائمة على الاخر : فالحكومة تتهم التجار الفجّار، وهؤلاء يلقون اللائمة عليها، وفي الطرف الآخر يقف من يسمّون أنفسهم “صيارفة” و”تجار عملة”، وهم ــ إلا من رحم ربك ــ وحوش مفترسة، لا ضمير يردعهم، ولا ذمة تهديهم. أما المسؤولون، إلا من رحم الله، فهم شركاء أصيلون في هذه المنظومة، وهم أحد أهم أسباب ما وصلنا إليه من انهيار وذلّ.
إن الملايين التي تُهدر اليوم، وتُضَخّ في مشاريع قمع الشعب وإخضاعه، تُساندها آلة بطش لم تقف يومًا إلى جانب المواطن، بل كانت ولا تزال سيفًا مسلطًا على عنقه. شعارهم: “دعه يمُت جوعًا، ولا تُزعجنا صرخاته”. لكن هيهات، هيهات أن يركع شعبٌ تَشرّب الكبرياء، وتوارث الكرامة.
ولا نامت أعين الجبناء.

المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

إغلاق