قبل أن أنهي الصفحة .. سأكتب السطر الأخير ..!!
بقلم / ابراهيم باشغيوان
الاثنين 4 اغسطس 2025
نحن أرواح مخلوقة من حلوٍ ومرّ، من نورٍ وظلام، من أملٍ وانكسار ، نمضي في رحلتنا، و نحمل تراكماتنا كحقيبة بها العديد من التجارب التي لا نضعها أبدًا، فكل لحظة عشناها تركت فينا نقشًا خفيًّا.
فهناك إبتسامة صغيرة صادقه قد تحوّلت إلى نورٍ في أعماقنا، ودمعةٌ ثقيلة حفرت تجويفًا في الروح، وخذلانٌ عابر صار ظلًّا يرافقنا بلا إذن.
نحن لسنا مجرد أجسام تمشي على الأرض، نحن أرواحا تخلق كل يوم من أحداث وتفاصيل شظايا هذا الزمن ، ليصبح ” الماضي فينا كخيال … والمستقبل مجرد أمنيات.”
الماضي…ذلك الساحر الغامض، كم أغوانا ثم أفلت من بين قبضة أصابعنا ! ، كنا نظن أننا نملكه، لكنه لم يكن سوى ريشةٍ في مهبّ الريح ،ضحكات الأصدقاء، كلمات الأحبه وعطر الصباحات الجميلة وأصوات الاذان قبل أصوات العصافير ، خطواتنا في طرقات نسينا أسماءها ، واختفت معها معاناة وتعب الرحلة حتى صارت ضباب يلمع اللحظة في ذاكرتنا ثم يختفي ، إنه يلوّح لنا من بعيد كخيالٍ في الضباب،
لكن للأسف.. لا أحد منا يملك مفتاح الرجوع .
أما المستقبل، فهو كنجمةٍ معلّقة في السماء،ننظر إليها بأعينٍ عطشى، نمدّ أيدينا ولكن للاسف لا تصل… ، كل ما فيه مجرد أماني تُكتب على صفحات الغيب،قد نبلغها يومًا، وقد تذوب قبل أن تلمس أقدامنا الطريق إليها مرة أخرى .
وبين هاربٍ لا يعود، وغائبٍ لم يأتِ بعد، نكتشف أننا مجرد لحظة..!! لحظةٍ عابرة تُضيء و تذهب،لحظة إن لم نعشها بكل ما أوتينا من شغف،ستتحوّل مثل غيرها إلى ذكرى باهتة في ألبوم الروح والذكريات .
وقبل ان انهي مقالي واكتب السطر الأخير احب أن أقول اني لا أملك سوى هذه اللحظه فقط ، ” فقد نغلق الصفحات، لكن القلوب تبقى مفتوحة على أمل اللقاء مرة أخرى ” ، والله ولي التوفيق .






