الشحر… عروس النضال الحضرمي ، وصوت الانتفاضة الهادر!
بقلم / م. لطفي بن سعدون الصيعري
الاحد 3 أغسطس 2025
منذ فجر التاريخ، لم تكن الشحر مدينة عابرة في صفحات حضرموت… بل كانت دومًا مدينة القرار الثوري، القلعة الحرة، الحصن الذي لا يُقهر.
مدينة الشهداء والأبطال، مدينة الميناء الحر والوعي الشعبي الراسخ، مدينة لا تنحني إلا لربها، ولا تسكت حين يُهان الإنسان، أو تُنتهك الكرامة.
الشحر… مدينة مُرّغ فيها الغزاة!
فقبل خمسة قرون، حين حاول الاحتلال البرتغالي أن يغرس أقدامه الملوثة في سواحل حضرموت، كانت الشحر أول من تصدّى، وأول من علّم العدو أن بحر الشحر لن يكون الا لأهله ، وأن الشوارع والأزقة تنتمي لأصحابها، لا للمحتل ولا للمتغطرس.
سقط الشهداء… لكن البرتغاليين سقطوا للأبد ، وتم طردهم مذلولين من المدينة التي لقنتهم دروسًا في المقاومة والموت بشرف دفاعا عن الدبن والوطن.
ومن يومها، سُميت مدينة الشهداء.
وظلت على مرّ التاريخ، منارة للحرية ورمزًا للمقاومة. وهذا التاريخ البطولي لم يكن مجرد ذكرى، بل هو شعلة توارثتها الأجيال، لتُضيء دروب النضال في وجه كل ظالم ومستبد.
واليوم، تعود الشحر لتُطلق صرخة الحق، صرخة لا تختلف كثيرًا عن صرخات أجدادها. ففي الوقت الذي تتعرض فيه حضرموت بأكملها لأبشع أنواع الظلم والتهميش، من انهيار اقتصادي، وتدهور في العملة، وارتفاع جنوني في أسعار المعيشة والمشتقات، وجوع ينهش أجساد الأبرياء، كانت الشحر صنو المكلا لرفع راية الثورة. مؤكدة إنها ليست مجرد انتفاضة عابرة، بل هي استكمال لمسيرة مجد وعز. و الشحر اليوم في أغسطس ٢٠٢٥ م تقود الانتفاضة الحضرمية بكل قوة وتصميم، تُلبية لنداء شقيقتها المكلا وجميع مدن حضرموت ، وتُقدم نموذجًا حيًا على أن الحقوق لا تُرام بالتسول، بل تُنتزع بالضغط الشعبي والتضحية.
وظلت الشحر في الصفوف الأمامية، تهتف، تغلق، تحتج، وتصرخ بوجه الظلم دون خوف أو تردد. ومن قلب الشوارع والأسواق، ومن على الأرصفة والبسطات، ومن المدارس والموانئ، خرج أبناء الشحر يهتفون :
> “نحن من طرد البرتغال… فهل نخشى طاغوتا فاسدًا أو تاجرًا جشعًا؟!”
وهاهي الشحر تُخاطب المكلا وتريم وسيئون وكل حضرموت:
> “لن نخذلكم… لن نصمت… لن نتراجع!”
“هذا النضال ليس رفاهية… بل معركة حياة أو موت.”
“لن نقبل أن نعيش عبيدًا للفساد، أو ضحايا للتجويع المتعمد، أو أسرى لعملة ينهشها تجار الحروب.”
ومن كل حضرموت والمهجر… إلى الشحر تشدو الحناجر:
يا شحر المجد والبطولة،
يا درة سواحلنا،
يا صرخة في وجه الغطرسة والظلم والفساد،
لكم من كل أبناء حضرموت في الداخل والمهجر أسمى معاني الفخر، والدعم، والوفاء.
لن تكونوا وحدكم… فأنتم نبضنا، ورايتنا، ورمز انتفاضتنا.
وكل حجر يُقذف في شوارع الشحر ، له رجعُ صدى في المكلا، والقطن، وسيئون، وتريم، والرياض، وأبوظبي والكويت، وكوالالمبور، ولندن، وأديس أبابا ونيروبي!
و الرسالة واضحة:
الحقوق لا تُوهب… بل تُنتزع.
والانتفاضة مستمرة حتى تحقيق العدالة، الكرامة، الحكم الحضرمي الحر وانتزاع الحقوق الحضرميةالمشروعة كاملة.
عاشت الشحر… مدينة الشهداء والثوار!
عاشت حضرموت… موحدة في وجه الظلم والجوع والفساد والتبعية والتهميش!






