رأيت ذلك بعيني .. والفوضى لا تبني وطناً ولا تُسقط فاسداً!
بقلم/ أ. علي عباس بن طالب
الأربعاء 30 يوليو 2025م.
▪️للأسف، وأنا في طريقي إلى مدينة تريم بعد صلاة العشاء مساء يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025م ، رأيت بعيني مشاهد مؤلمة تُدمي القلب، وتضع ألف علامة استفهام:
▪️قطع للطريق في مفرق تريس المؤدي إلى سيئون،
▪️إشعال إطارات في الشوارع،
▪️سد مدخل تريم بالنيران والدخان،
▪️شارع الجزائر، الشريان الرئيسي المؤدي إلى مستشفى سيئون، وقد أُغلق هو الآخر!
*❗ فاسألوا أنفسكم:*
ماذا لو كان هناك مريض في حالة طارئة؟ ماذا لو كانت حياة إنسان مرهونة بثوانٍ لا تحتمل التأخير؟
من يتحمّل ذنب الأرواح التي قد تُزهق لأننا قطعنا الطرقات؟!
وفي هذا المفصل التاريخي الخطير، ينهض أبناء ساحل ووادي حضرموت بكل عزة وكرامة وشرف ليقولوا كلمتهم بوجه الفساد، والنهب، والتهميش، والخذلان المستمر .. الشارع اليوم ليس صدى غضب عابر، بل صوت شعب مقهور، ووجع متراكم، وكرامة تنزف منذ سنوات، شعب لم يعد يقبل أن يكون متفرجًا على من يعبث بثرواته، ويصادر حقوقه، ويطفئ أنواره بالكذب والتضليل والتجويع الممنهج.
*رسالتي إلى كل أبناء ساحل ووادي حضرموت:* نعم، نحن نعيش في وضع مأساوي .. نعم، هناك فساد ينخر في أعماق المؤسسات .. نعم، الخدمات منهارة، والكهرباء معدومة، والماء شحيح، والبطالة تحاصر الشباب من كل اتجاه…
*يا أبناء ساحل ووادي حضرموت:*
ثورتنا مشروعة، وغضبنا مبرر، لكن لنحافظ على سلميتنا، وعلى ممتلكاتنا العامة والخاصة .. المرافق العامة ليست ملكًا للمسؤول الفلاني أو العلاني، بل هي ملك الشعب، ملكنا وملك أولادنا.
*إن أردنا أن نثور،* فلنُوجه مظاهراتنا نحو مصادر الفساد الحقيقية، نحو الدوائر الحكومية، نحو مقرات السلطة التي خذلتنا، وليس إلى الطرقات التي يسلكها المواطن البسيط لقضاء حاجاته أو إنقاذ مريضه.
*نعم، نحن في حضرموت،* البقرة الحلوب التي يُحلب خيراتها لتُمنح لغير أهلها .. لكننا لسنا قُطّاع طرق، ولسنا دعاة فوضى، نحن أصحاب قضية، ونريد حقوقنا بكرامة لا بعشوائية.
*ولكن ❗*
هذا لا يبرر الفوضى .. ولا يبرر التخريب .. ولا يبرر إيذاء بعضنا البعض!
*فلتكن مظاهراتنا سلمية…* منظمة… ناصعة الشرف والهدف .. نحن لا نثور على الوطن… بل نثور لأجله .. نحن لا نحرق ممتلكاتنا… بل نريد انتزاع حقوقنا منها!
نحن لا نغلق الطرقات… بل نفتح الأبواب لحياة كريمة لكل حضرمي!
▪️الممتلكات العامة ليست ملكًا لمسؤول فاسد، بل هي ملك الشعب.
▪️والممتلكات الخاصة ملكٌ لأصحابها، ولا يحق لأحد أن يعبث بها مهما كان غضبه.
*وإن كانت هناك مظاهرات،* فلتكن أمام الدوائر الحكومية، والمواقع التي يتمركز فيها الفساد، وأوكار المفسدين .. أما أن نُعطّل مصالح الناس، ونقطع الطرق، ونُرعب الأهالي .. فهذا لا يليق بنا كحضارم أصحاب حكمة وحضارة وأصالة.
*حضرموت ليست فقيرة…* حضرموت البقرة الحلوب، لكن حليبها يُساق لغير أهلها، وتُحرم منه مناطقها التي تغذي الوطن بثرواتها .. فلتكن مظاهراتنا من أجل أن يكون حليب البقرة لأهلها .. لا لأرباب النفوذ والمصالح!
*رسالتنا لدول التحالف:*
إذا كنا تحت البند السابع، فإن عليكم تحمل مسؤولياتكم، لا أن تكونوا شركاء في النهب والسكوت عن الفساد، فإن لم تقوموا بدوركم، فارحلوا غير مأسوفٍ عليكم.
كفى نهبًا، كفى تلاعبًا، كفى استهتارًا بشعب حضرموت!
لتكن ثورتنا حضارية .. لتكن رسالتنا مدوية .. ولتكن مطالبنا واضحة .. إسقاط منظومة الفساد كاملة، لا تعطيل حياة الناس!
▫️ إن كنتم تحت مظلة البند السابع، فلكم واجبات كما لكم صلاحيات.
▫️ وإن عجزتم عن حماية شعب حضرموت، ووقف النهب المنظم لثرواتها… فارحلوا غير مأسوف عليكم!
الفساد في حضرموت ليس خيالاً ولا إشاعة، بل واقع يعيشه المواطن كل يوم .. كهرباء معدومة في عز الصيف، ماء شحيح، أسعار ملتهبة تلتهم قوت الفقير، موارد تُنهب في وضح النهار أمام مرأى ومسمع الجميع
*اليوم، ومن ساحل ووادي حضرموت* تنطلق شرارة الكرامة.. شرارة لا رجعة عنها إلا بتحقيق مطالبنا كاملة:
✔️ محاسبة الفاسدين
✔️ استعادة الثروات المنهوبة
✔️ تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بأنفسهم
*نقف اليوم على مفترق طرق:*
طريق الحق، والعدل، والتغيير…
أو طريق الفوضى التي لا تُبقي ولا تذر.
*لذلك نهمس لكم بصوتٍ مليء بالحب والمسؤولية:*
لتكن مظاهراتنا سلمية… منظمة… واعية، فنحن لا نريد أن نحرق ما تبقى من رماد الأمل، ولا نريد أن نقدم للمتربصين ذريعة لشيطنة صوتنا، نحن نُريد التغيير… لكن لا نُريد التخريب، نحن نُريد إسقاط الفساد… لا إسقاط مؤسساتنا، نحن نُريد استعادة حقوقنا… لا تدمير ممتلكاتنا.
*اعلموا أن كل عمود كهرباء يُقطع، وكل مؤسسة تُخرّب، وكل مرفق يُحرق،* لن يعاقَب عليه الفاسد… بل المواطن البسيط، أنتم، نحن، أولادنا وأهلنا، لا تُعطوا للفاسدين فرصة لتشويه قضيتنا النبيلة، لا تجعلوا من غضبكم شعلة تُحرقنا، بل اجعلوها نورًا يهدي حضرموت إلى برّ العدالة والكرامة، حضرموت ستنتصر بالوعي، لا بالفوضى، حضرموت ستنتصر بالحق، لا بالضجيج.، حضرموت ستنتصر إذا بقينا صفًا واحدًا… شعارنا:
“لا للفساد… نعم للوعي… نعم لحضرموت.”
*سيروا في الميدان بصدوركم لا بأيديكم،* بكلماتكم لا بحجارتكم، برقيّكم لا بعنفكم.
