حضرموت: لماذا يغيب تفاعل شركة النفط مع تحسن قيمة العملة..؟
بقلم/عمرو حسن العساني
الثلاثاء، 29 يوليو 2025م
في الوقت الذي يترقب فيه المواطنون أي بصيص أمل لتخفيف أعباء المعيشة، جاء تحسّن سعر الصرف ليمنح فرصة لإعادة النظر في أسعار الوقود التي أثقلت كاهل الجميع.
وبالفعل، بادرت شركة النفط بعدن إلى إعلان خفض أسعار الوقود ابتداءً من صباح اليوم الثلاثاء، ووعدت بمزيد من التخفيضات مع أي تحسن قادم في قيمة العملة.
أما في حضرموت، فالوضع مختلف تماماً.
شركة النفط هناك اختارت الصمت، وكأن تحسّن الصرف لا يعنيها بشيء. لا قرارات، لا تعميمات، ولا حتى توضيحات للرأي العام.
أين تلك السرعة التي كنتم ترفعون بها الأسعار عند أول ارتفاع طفيف في سعر العملة..؟
أين مبرراتكم التي كنتم تكررونها في كل زيادة..؟
وأين تعميماتكم الليلية العاجلة التي كانت تصل إلى المحطات في منتصف الليل..؟
لا نطلب منكم شيئاً مستحيلًا.
نطالب فقط بالإنصاف، وبنفس الوتيرة التي كنتم تتفاعلون بها عندما كان المواطن يتحمّل زيادات متلاحقة في أوقات متقاربة بحجة “ارتفاع الصرف”.
أما الآن، وبعد أن تحسن الصرف نسبياً، لماذا لا نرى نفس الحماس..؟
لماذا غاب التفاعل..؟
ولماذا هذا التجاهل..؟
هل باتت القرارات تتخذ وفقاً لمصالح اخرى..؟
هل التأخير في الاستجابة هو مجرد “صدفة”، أم أن هناك مكاسب غير معلنة تجنى كلما طال وقت التسعيرة القديمة..؟
المواطن اليوم يستحق عدالة في التعامل. فإن كان ملزماً بتحمل كل جرعة حين يرتفع الصرف، فمن حقه أن يلمس فرقاً عندما يتحسن الصرف.
العدالة لا تكون باتجاه واحد فقط.
والمعيار الحقيقي للنزاهة، هو أن تلتزموا بالخفض، تماماً كما التزمتم بالرفع.
…ولا يقتصر الحديث على شركة النفط فحسب، فالأمر ينطبق تماماً على تجار المواد الغذائية وغيرهم من التجار، الذين يسارعون إلى رفع الأسعار مع أي ارتفاع في سعر الصرف حتى لو كان طفيفاً ويبالغون في ذلك بشكل لا يتناسب مع حجم الزيادة الفعلية.
لكن حين يتحسن سعر الصرف، يغضون الطرف، ويتأخرون عن أي تخفيض يُذكر، وإن خفضوا، فجاء التخفيض خجولاً لا يعكس حجم التحسن الحقيقي.
وهنا يظهر الخلل: حين تتحرك الأسعار بسرعة صعوداً، لكنها تتباطأ بشدة نزولاً،مما يزيد من معاناة الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.






