بين المسؤول الظالم والتاجر الظالم !!
كتب / عبدالله صالح عباد
الثلاثاء 29 يوليو 2025
لقد أصبحت المعيشة في هذه البلاد صعبة جدا فلا يكاد المواطن يجد لقمة عيشه بيسر وسهولة لأن كل ما يكسبه إن كان موظفا أو عاملا لا يسد حاجته وأسرته ناهيك إن كان لديه مريض أو أحد أفراد أسرته مريض فتزداد الحالة صعوبة . الريال اليمني أصبح مثل الكرة تلهو بها الأقدام فلا حكم يضبط المباراة ولا فار يضبط الأخطاء . العشوائية سيطرت بشكل كامل على الحياة ، فلا نظام في قيمة العملة ولا نظام في الأسعار بشكل عام فمن كان مسؤولا فهو منغنغ وتنتفخ كرشه إلى الأمام ويستلم راتبه بالعملة الصعبة وكأن رونقها ولمعانها الذي يسيل لها لعابه الشيطاني أنسته أنه مسؤول على أمة من الناس فيمرح ويسرح ويسافر من بلد إلى أخرى وكأن أحوال بلاده عال العال فربما هو يتمتع داخليا وخارجيا بنعمة الكهرباء التي لا تنطفي وبالتالي لا يحس بأحد فمات عنده الإحساس والشعور بإخوانه ، هكذا هم بعض المسؤولين . فهذا يعتبر ظلم للرعية . وأما التاجر له امتيازاته من حيث الجشع والطمع وكأن همه الكسب المادي فقط . تنهار العملة مباشرة يرتفع معها سعر بضاعته والحسابة بتحسب وعندما تسأل التاجر عن سعر البضاعة وقبل ما يجيبك يأخذ الحسّابة لتحسب ثم يجيبك السعر بكذا ، بل الآن حوّل معظم التجار أسعارهم بالريال السعودي وأصبح التعامل مع الناس بالريال السعودي وكأننا سعوديون ، ماهذا؟ وبما أنه لا يوجد نظام فرصتك أيها التاجر أن تتعامل بالعملة التي تشفي شهوتك الدنيئة الخسيسة وكأنه لايهمك إنسان غلبان مسكين راتبه بالريال اليمني المنحوس الذي في كل يوم ينقص وعندما يستلمه آخر الشهر لا يدري يسدد ايش فالديون متراكمة هنا وهناك ، ومن شدة هذا الوضع لقد علمت أن بعض الناس فطوره واحد باخمري وشاهي وكذلك الغداء والعشاء حال مؤلم مؤسف يرضي من هذا الحال؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . نعود للتاجر الظالم لم أكمل حديثي عنه . سؤال لك أخي التاجر إن كنت ذا إيمان في قلبك وإحساس ولو مثقال ذرة وبما أنك حوّلت أسعارك بالريال السعودي لماذا لا تعامل عمالك بالمثل تصرف لهم مرتباتهم بالريال السعودي؟ وبما يناسب حال أسعارك التي رفعتها أم أنك تكيل بمكيالين ، فاعلم أن الله أوعد المطففين بالويل ، فاشفق بحالك من هذا الوعيد ، وارفق بحال المساكين ، ومن تستخدمهم بمرتب بخس لأنك تحب المال حبا جمّا . وكذلك بعض أصحاب محلات الإيجار والشقق يتعاملون بالريال السعودي . حاسبوا عمالكم بالمثل . أتدورن أن بعض التجار يشترطون بمن يريد العمل معهم بشروط غريبة ما أنزل الله بها من سلطان من ضمن هذه الشروط :
أن لا يكون متزوجا – ولا يكون من أهل حلقات المساجد – ولا يكون محبا للرياضة – أو لديه جوال وإن كنا معه في هذه النقطة فقد رأينا البعض عندما تدخل للمحل وتسلم لم يرد السلام عليك أحد فالجميع منكّس رأسه ينظر في الشاشة ولكن ينبغي أن يضع الجوال في مكان وينتبه للعمل بحيث لو اتصل به أحد في شيء مهم يرد عليه . وهناك شروط ربما لم تحضرني حاليا . ولكن هناك شرط غريب عجيب ينبغي أن لا يكون واقع ولو أني حُدّثتُ به من قبل شخص عزيز أنه واقع حصل ما صدقته ، ولكن أيها التاجر أين الإنسانية ، أنت تتعامل مع بشر ، إذا أردت أن تعرف أنه بشر ضع نفسك مكانه حتى تشعر بمعاناته وقهره ، يا تاجر أنت تتعامل مع بشر مثلك لا مع حديد . يقول صاحب المحل ” الطبين ” لعامل يعمل عنده يعمل أنت تمرض لا أريدك ، أتصدقون هذا؟ يعني ممنوع المرض سبحان الله ، أيها الطبين : هل تتعامل مع آلة حديدية أم مع بني آدم ، وهل أنت من كوكب آخر جسمك لا يمرض؟ أم أن مكاسب المال أعمت بصيرتك وجعلتك تنطق بكلمات الكبر والهيمنة والغطرسة والقوة على من تعرض عضلاتك على العامل المسكين الذي لا حول له ولا قوة الذي رضي أن يعمل عندك وتُعامله كأنه آلة حديد ورغم أن الآلة لا بد لها من توقف للصيانة والراحة . فما بالك ببني آدم أليس يستحق راحة بعد عناء العمل؟ لكل مسؤول أو طبين اتقوا الله فيمن عندكم يعملون أكرموهم ربما أنهم يعولون أسرا كبيرة تحتاج إلى مصاريف في هذه الفترة العصيبة لأجل يبارك لكم الله في أموالكم وأولادكم .
أيها المسؤولون والتجار احذروا من الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة كما أخبر بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) هل سمعتم هذا الحديث؟ . إخوانكم ينادونكم : لا تظلمونا وكأن لسان حالهم يقول : ” ارحمونا ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء . فهل أنتم راحموهم؟ إذا كانت الدنيا بُسطت لكم فاحمدوا الله وتصدقوا . فمهما جمعتم من أموال فإن تاليتها إلى الطين ، وانتظروا الحساب .






