المخرج هو تقوى اللة والكف عن أذية عبادة
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 27 يوليو 2025
الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على نور الهدى، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، كم كتبنا بصراخات الألم، فلا مستمع ولا مجيب! وللأسف، قلنا: متى يأتي الفرج؟ ونحن نتمادى في معصية الخالق.
انظروا إلى حالنا؛ مساجدنا تكاد تكون خالية وقت الفجر، وسواحلنا مكتظة بأفواج من الشباب والنساء والرجال.
هل بهذه المهرجانات والاحتفالات المليئة بالمعاصي نرجو أن ينظر إلينا الله بلطفه وكرمه، ويفرج عنا ما نحن فيه؟
لا والله، إن لم ينزل علينا غضبه، يسلّط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا.
نطّلع اليوم على مقال عن البنك اليمني، فإذا بنا نرى أن ١٤٧ مؤسسة لم تورّد إيراداتها إلى البنك، بل تذهب إلى حسابات خاصة.
فهل تُدار البلاد بدولة أم بعصابات؟ أما كفاكم مرتبات بالعملة الأجنبية؟
أكثر من ٣٠٪ من موازنة الدوله تذهب للمرتبات لمن يستلم بالعمله الاجنبيه ، و٧٥٪ من الإيرادات تدخل إلى حسابات خاصة!
فماذا يبقى للشعب؟ وأين ما يُسمّى بالدول الراعية لتنفيذ البند السابع؟
لقد تنصلوا من التزاماتهم، وتركوا العبث يفتك بموارد البلاد والعباد، بينما الشعب تحت خط الفقر، يعاني الأمراض والجوع.
أيّ جريمة هذه؟
بالأمس، رغبتُ في شراء دواء، وخلال شهر واحد فقط تضاعف سعره بنسبة ١٠٠٪!
أصبح المواطن يموت جوعًا ومرضًا، بين جشع التيارات وغياب الدولة، واختلال الأمانة والمسؤولية.
الكهرباء تنقطع أكثر من ست ساعات، ويُضاف إلى ذلك انقطاع المياه.
كل ذلك بسبب تصفية حسابات بين أطراف تسعى لمكاسب سياسية، وتعزيز أرصدتها، ودغدغة عواطف البسطاء بشعارات المنقذ!
أما ما يحدث في غزة، فحرب إبادة، وسياسة هيمنة وحشية من الصهيونية العالمية.
وما نعيشه نحن هو استعمار سياسي، بسبب ما نملك من منافذ دولية وثروات.
سياسات غربية تذل الشعوب وتُركعهم، والمؤلم أن من يسهل لهم أطماعهم هم من بني جلدتنا،
الذين أضعف الخوف من الله ووازعهم الديني، وأعماهم حب الجاه والسلطان.
أشغلونا ببعضنا البعض، بالأحزاب، بالنعرات القبلية والطائفية، فُقدت الثروات، وسُلبت الخيرات،
وسُفكت الدماء، وغزونا فكريًّا وعقائديًّا.
أين نحن من الله؟ وقد استُبيحت حرماته، وأصبح يُقتل القتيل بدم بارد!
أما علموا حرمة النفس؟!
“لهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من إراقة دم مسلم” أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.
وللأسف، أصبح القتل يُتباهى به ويُفتخر به!
فلنُطِلّ الكلام، هل نريد منقذًا ومخرجًا من كربتنا سوى التوبة والرجوع إلى الله؟
سوى ذلك، فمصيرنا الهلاك والمجاعة والدمار.
إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.






