الفارس الملثم عائشة قيس الغسانية الحضرمية الكندية
يكتبها لتاربة اليوم الكاتب الحضرمي يسلم بن علي..
من وحي القلم “الحلقةالاولى”
.. كان في بادية حضرموت ملك اسمه غسان بن قيس الكندي. ورث الحكم عن أبيه قيس الغساني الكندي، وكان نعم الملك لرعيته، فكان رجلاً شهمًا لا يظلم عنده أحد. وفي يوم من الأيام تم الغدر به من قبل ابن عم له يدعى كليب الغساني وأخوته مرداس وليث، فتم الهجوم على قصر الملك قيس وهدم وسلب ماله وقتل جنوده. وهرب منهم من هرب وتشتت القوم. هرب الملك قيس وزوجته وأولاده الثلاثة عمرو وخراز وعائشة.
أخذ الملك قيس أولاده وفي الصحراء، ومن كثرة التعب من شدة الحر والقيظ، قال الملك لزوجته قمر: انتظروا هنا لعلي أجد لكم شربة ماء. فقالت قمر: ننتظر يا قيس، ولكن لا تتأخر علينا، ولا تنسى أن القوم يلهثون وراءنا لقتلنا أو سلبنا. فقال الملك قيس: لن أتأخر يا قمر.
خرج قيس يبحث عن الماء فتأخر. فقالت عائشة، وكانت أكبرهم سنًا، عشر سنوات: يا أمي، لقد تأخر أبي، وسأذهب لجلب الماء لعلي أجد أبي. فقالت لها أمها قمر: لا تذهبي يا بنتي، أخاف أن يصيبك مكروه. فقالت عائشة: لا تخافي يا أمي، لن يصيبني شيء. فذهبت.
فجاء الملك قيس وفي يده دلو من الماء، فقال: أين ابنتي عائشة؟ فقالت قمر: لقد ذهبت لتحضر لك الماء، أما التقيت بها؟ فقال الملك قيس: ماذا يا امرأة، ألم أقل لك أن تنتظريني؟ فقالت قمر: لقد تأخرت علينا وذهبت عائشة ولم تستمع لي.
ذهب الملك قيس وزوجته وأولاده يبحثون عن عائشة ولم يجدوها، وكأن الأرض انشقت وابتلعتها. فقال الملك قيس: ماذا الآن؟ القوم وراءنا وعائشة لم نجدها، أما ننجو مع الأولاد أو نموت جميعًا، ماذا يا قمر؟ ماذا نفعل؟ فقالت قمر وهي تبكي: ابنتي يا قيس عائشة. فقال الملك قيس: ألم أقل لك أن تنتظريني؟ ماذا فعلت يا قمر؟ نموت جميعًا؟ لا والله، هيا فلنرحل قبل أن يأتي إخوة كليب ولن يرحمونكم. هيا يا قمر فلنرحل، والله مع عائشة، وهي قوية وفارسة، وقلبي يقول ستكون بخير إن شاء الله. هيا.
فرحل الملك قيس وزوجته وأولاده وبقية عائلته في الصحراء، ولكن أين؟ انتظروا في الحلقة القادمة.






