شكرا استاذ حسين باشعيب( تأييد قوي لموضوعه… )استنزاف المياه الجوفية في وادي حضرموت — الكارثة الصامتة
تاربة_اليوم/ كتابات وآراء
بقلم / أ . أحمد بارفيد
25يوليو2025م
نعم انها كارثة صامتة لا ترى ولكنها تفتك بنا بصمت!
في حضرموت الوادي حيث عرفت الحضارة وازدهرت الزراعة وارتبط الإنسان بالأرض والماء تطل علينا اليوم كارثة صامتة تكاد تمسّ جوهر الحياة الاستنزاف المهول للمياه الجوفية تلك النعمة التي تراكمت في باطن الأرض على مدى آلاف السنين نستهلكها اليوم بلا وعي وكأنها مورد لا ينفد.
إن ما طرحه الكاتب الأستاذ حسين باشعيب ليس مجرد كلمات إنشائية بل هو صرخة ضمير وتحذير نابع من أعماق الواقع الحضرمي الأليم وهو تعبير دقيق عن ما آلت إليه الأمور من عبث مائي يهدد مستقبلنا القريب قبل البعيد.
نعم لقد تغيرت المعادلة..
في السابق كان المزارع يتعامل مع كل قطرة ماء بحذر وحساب لأن تشغيل المضخة يعتمد على الديزل والديزل له ثمن كانت الزراعة تقوم على البركة والحساب توازن بين الحاجة والقدرة واحترام لنعمة الماء…
أما اليوم فقد أزالت الطاقة الشمسية هذا الحاجز فبات الماء يضخ بلا توقف بلا تقدير وبلا مسؤولية… وكأن باطن الأرض خزان لا ينضب ننسى أنه بئر إن جف لن تعوضه قرون قادمة من الأمطار.
المسابح.. الرفاهية التي تشرب مستقبلنا
إن ما يحدث في مدينة تريم خاصة من بناء مكثف للمسابح والاستراحات الخاصة لهو وجه آخر لهدر المياه أن تملا المسابح صباحا وتفرغ مساء لتعبئته لزبون جديد من دون أي إعادة تدوير أو معالجة هو جنون بيئي.
نحن لا نعيش في منطقة مطرية أو على ضفاف نهر نحن في واد يعتمد كليا على مخزون جوفي هش وإذا استمرينا بهذا الإيقاع فالمستقبل لن يرحم.
المكيفات الصحراوية.. تكييف وقتي بثمن أبدي.
من منا لا يستخدم المكيفات الصحراوية؟ ولكننا لا نحسب الكلفة البيئية إذا كان المكيف الواحد يستهلك حتى 100 لتر ماء يوميا فاضرب هذا في عشرات الآلاف ستجد نفسك أمام نزيف يومي بالملايين من اللترات فقط من أجل برودة مؤقتة بينما جوف الأرض يصرخ!
مغاسل القطف والسيارات.. رفاهية على حساب البقاء فمشاهد غسل القطف والمفروشات يوميا و مغاسل سيارات تعمل كأن الماء من نهر لا يجف كل هذا هو هدر جماعي يهدد الجميع. لا يمكننا أن نظل نتفرّج على هذا العبث ثم نتساءل بعد سنوات لماذا غارت الآبار؟ ولماذا تحولت الأرض الخضراء إلى قفرٍ مجدب؟
إننا نقترف جريمة بيئية بحق أجيال الغد.
إننا في حضرموت لا نعيش اليوم فقط بل نحن أوصياء على مستقبل أحفادنا الذين لن يجدوا ماء يشربونه إن استمر هذا الاستنزاف بلا حدود.
التاريخ لن يرحم من يستهين بنعمة الماء والدين لا يعذر من أفرط في موارد الله والعقل لا يقبل أن نستهلك أكثر مما نملك.
ما الحل إذن ؟
لا أحد يطالب بمنع استخدام الطاقة الشمسية ولا بوقف المسابح أو المكيفات ولكننا نطالب بـ:
- تقنين واضح ومُلزم لسحب المياه الجوفية.
- فرض أنظمة صارمة لإعادة تدوير مياه المسابح والمغاسل.
- تشجيع استخدام مكيفات موفرة للماء أو بدائل أخرى.
- إطلاق حملات توعية مجتمعية تشدد على خطورة الوضع.
- بناء قاعدة بيانات لرصد منسوب المياه ومراقبة الآبار.
فلنتوقف قليلا.. ولننظر إلى الأعماق :
نحن لا نعيش في مدينة صناعية أو على ضفاف بحيرة نحن في واد صحراوي خصيب لكن خصوبته مرهونة بحكمة استخدام الماء فان ضاع الماء ضاعت الزراعة وضاع الإنسان بل انتهت الحياة.
في الختام:
نعلنها بصوت عال:
نؤيد وبشدة ما كتبه الأستاذ حسين باشعيب ونطالب الجميع — أفراد المجتمع و مؤسسات وسلطة محلية — أن يتحملوا مسؤولياتهم قبل فوات الأوان. فـالماء الذي يهدر اليوم هو الحياة التي ستفقد غدا.
نعم لتقنين استهلاك المياه
أنقذوا وادي حضرموت
صوت العقل أقوى
احموا مستقبل أطفالكم
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع






