اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

من عيون الماضي إلى هموم الحاضر..لقاء مؤثّر للعيون الساهرة لمتقاعدي كهرباء وادي حضرموت !!

من عيون الماضي إلى هموم الحاضر..لقاء مؤثّر للعيون الساهرة لمتقاعدي كهرباء وادي حضرموت !!

تاربة_اليوم / سيئون / عبدالله صالح عباد
23 يوليو 2025

في أجواء أخوية دافئة جميلة ، التقى عدد من زملاء العمل المتقاعدين من “العيون الساهرة” في قسم النوبات بكهرباء وادي حضرموت ، مسترجعين شريط ذكريات سنوات العطاء والانضباط ، ومناقشين ما آلت إليه أوضاع الكهرباء وكم هم يحترقون ويتألمون على حالها اليوم . دخلوا الكهرباء شبابا وغادروها كهولا شيبانا هكذا هي الحياة . والبعض منهم توفاه الله فترحموا على من فقدوهم من الزملاء ونسأل الله يغفر لهم ويرحمهم وان يكون مثواهم الجنة .
أقيم اللقاء في منزل الشيخ سالم بلعيد بن وثاب ، الذي فتح قلبه قبل بيته العامر لاستقبال الزملاء ، في مبادرة كرّم بها الذاكرة المؤسسية وروح المحبة والزمالة القديمة . وما إن أعلن عن اللقاء حتى سارع كثيرون للتسجيل ، مؤكدين رغبتهم في إعادة لمّ الشمل ، رغم الظروف الصحية الصعبة والبُعد الجغرافي وحرارة الطقس ، لكن حرارة الشوق واللقاء أنستهم كل الظروف المحيطة بهم .
تأسس قسم النوبات مع انطلاقة محطة الكهرباء في العام 1982م ، حين كانت الكهرباء تغذي الوادي دون انقطاع ، ويعمل الطاقم على مدار الساعة في ظل ظروف صعبة وموارد محدودة ، ولكن بروح عالية من المسؤولية والانضباط .
الجلسة التي جمعتهم هذه المرة كانت مفعمة بالذكريات والمواقف الطريفة فارتفعت ضحكاتهم مستأنسين بحديث الذكريات الجميل ، فتبادل الحضور الحكايات عن أيام العمل الجاد ، حيث لم تكن العواطف تدخل في حسابات المسؤولية ، وكان مبدأ العقاب يُطبق لضبط الأداء ، أما مبدأ الثواب فكان نادرًا بسبب شح الإمكانيات . ومع ذلك كانوا يؤدون واجبهم بإخلاصٍ وصدقٍ وتفانٍ ، يراقبون المحركات تحملوا ضوضاءها وأصواتها المزعجة والتي ربما أصيب البعض منهم في سمعه ، ولكن هذا لا يهم المهم التيار الكهربائي مستمر للمستهلكين ، ويرفعون الأعطال أولاً بأول حفاظا على سلامة المحركات . ومن المبادرات الرائعة في الفترة الأخيرة يتم تكريم العمال المتقاعدين بجهود ذاتية من زملاءهم وسط غياب من الإدارة وإن حضروا كضيوف شرف ليس إلا ، والتكريم هو خطوة تجسد معنى الحب والتقدير فكانت لقاءات وداع وفراق أخوي صعب كم اختلطت بها دموع المتقاعدين في لحظات مؤثرة ، فهي خطوة أول من بدأها هؤلاء عمال التشغيل ، صحيح أن المتقاعدين السابقين لم يحظوا بها ولكنها فكرة جاءت متأخرة . ولكنهم يبقون هم الأساس الذي بُنِيَ عليه الود والمحبة بين زملاء العمل فهم القدوات الأساسيين والجميع يعتز بهم ويَذكُر توجيهاتهم للعمال وتفانيهم وتضحياتهم وإخلاصهم في العمل .

حضر اللقاء عدد من المهندسين القدامى ، منهم :
المهندس أبوبكر سقاف العيدروس ، أول مهندس تشغيل للمحطة .
المهندس علوي عبدالقادر الجفري .
المهندس علي حسن بلفاس .
المهندس علي عبود الجابري .
المهندس زكي أحمد بن صافي .
المهندس سالم العبد بن شميل الجابري .
المهندس سلمان منصور بارماده .
وغيرهم من كوادر النوبات الميدانيين .
رغم اعتذار البعض لأسباب صحية ، ومنهم من سافر لإجراء عمليات قسطرة ، إلا أن الحاضرين أضفوا على اللقاء دفئًا وحنينًا خاصًا. فقد جاء بعضهم يتكئ على عصاه ، وتحمّلوا مشاق الحضور حبًا في اللقاء .
ومن أبرز ما دار في النقاشات اقتراحات بتكرار اللقاء مستقبلًا ، بل وتأسيس مجلس استشاري فني يضم المتقاعدين ذوي الخبرة ، ليستفيد الجيل الحالي من معارفهم العميقة بالمحطة .
🍽️ بعد تناول وجبة الغداء الدسمة وشرب الشاي ، ودّع الحاضرون بعضهم على أمل اللقاء في مرات قادمة .
[ والناس في الدنيا معادن
لو خيروني باختار الذهب
وهؤلاء الزملاء هم الذهب ] .

📩 رسالة إلى الدكتور خالد باحريش – مدير كهرباء وادي حضرموت :
هؤلاء الزملاء الذين خدموا المؤسسة منذ شبابهم حتى شابت رؤوسهم ، وتحملوا الليالي الطوال والسهر وظروف العمل القاسية حتى أصاب أجسادهم أمراض عديدة ، ألا يستحقون لفتة كريمة تليق بما قدموه؟.
كان اللقاء يوم الإثنين 26 محرم 1447ﻫ الموافق 21 يوليو 2025 م . ” يوم لا يُنسى “

إغلاق