الحزب الذي أكل أبناءه، وبصق على ذاكرة الشهداء
بقلم / محمد الريامي
هناك بينما يغتسل الذهب بالنفط، في السعوديه ، ويمضي المناضلون في طوابير الخذلان، ينهض “لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني” بهمة أسعد عمر، لا ليحكي عن الجياع، ولا ليصدح بصوت الوطن، بل ليغني ، في الحقيقة ، المآثر الرواتب والامتيازات، تلك التي لا تصل إلا إلى جيوب الرفاق الجدد ، أولئك الممسوسين بجنون الوجاهة والانتهازية.!
لذلك أيها الحزب العظيم، ايها الجريح المغرور، يا من كنت يوما بندقية في يد فلاح، وقبضة في وجه إمام، ما الذي جعلك تنكسر كل هذا الانكسار؟ ما الذي أوصل أبناءك الحقيقيين، أبناء الشهداء والمناضلين، إلى قاع النسيان، بينما يتقافز على الكراسي ورثة “الولاء المدفوع مسبقا”؟
حزب بلا إذاعة، بلا قناة، بلا منصة يبوح فيها صوته إلا ما يتسرب كآهة في ظلام، كيف له أن يواجه خصوما مدججين بالمنابر؟ حزب لا يسمع كوادره، كيف له أن يسمع الوطن؟
الأمين العام، الدكتور عبدالرحمن السقاف، محاط بحاجز من شلة انتهازيين، أشبه ما يكونون بحراس الملك في قصص العصور الوسطى، يمنعون الأنين من العبور، والحقائق من الوصول. يبتسمون وهم يغرسون خناجرهم في صدور المناضلين، ثم يلقون خطبا عن التضحية!
أما أحمد الهيال، أمين المال، فبحسب دائرة الشؤون القانونية، فاسد كبير، كبير بما يكفي لأن تُبنى على أكتاف فساده ناطحات صمت، بينما تتهدم كرامة الحزب في قلوب أعضائه. رئيس اللجنة المركزية يزور مواقف الحزب من الإنقلاب متواطئ مع المليشيات الح..وثية ويختم بلا وجل، وكأن اللجنة المركزية تحولت إلى بقالة حزبية تدار بختم شخصي.
لكن من يحاسب من؟ الحزب يحاسب ضميره أم يكتفي بتخديره؟ أين الأموال؟ أين الاستثمارات؟ لماذا كوادر الجيش والأمن من أبناء الحزب مهمشون؟ لماذا لا تصرف الرواتب إلا بـ”الهوى السياسي”؟ الحزب الذي كان حلما، تحول إلى مؤسسة جباية، توزع الامتيازات على المقاس، وتدفن المبادئ في مكاتب الإقامة المؤقتة.
ألا تتعلمون من الإصلاح؟ الحزب الذي ، مهما اختلفنا معه، لا يترك أعضاءه في العراء، بل يضمهم إلى صدره ولو كان من حجر. بينما أنتم، يا من تتغنون بالإرث الثوري، تبيعون الإرث قطعة قطعة، ثم ترقصون على ركامه.
نحن لا نطلب المستحيل. نطلب تصحيح المسار. نطلب حزبا لا يأكل أبناءه، بل يكرمهم. نطلب قيادة تسمع، لا تسد أذنيها. نطلب ذاكرة حية، لا شعارا ميتا. أما أن تظلوا تلعنون الماضي وتعبدون امتيازات الحاضر، فأنتم لا تستحقون لا الماضي ولا الحاضر، وبالتأكيد لا المستقبل.
نحن لسنا أعداء الحزب، نحن آخر العاشقين فيه. نحن الذين نحمل أرواحنا لا لنأخذ منصبا، بل لنمنع الحزب من أن ينقرض كأطلال مدينة ثورية نسيها التاريخ.
وإننا نصرخ بالحزن والغضب لأننا نؤمن. فالإيمان وحده هو ما يجعل الغضب مقدسا. ولسوف يجيء اليوم الذي تُفتح فيه دفاتر الحساب، ويُسأل كل مسؤول عن ماضيه. أما اليوم، فدعونا نصرخ. ونشهد كل ضمير حي داخل الحزب الإشتراكي اليمني.






