فلسطين.. دولة تغاضى عنها المجتمع الدولي
مقال لـ / عبدالله سالم بن حمدان
الخميس 17 يوليو 2025
منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدام اليهود أرض فلسطين، بدأت فصول مأساة ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا، مأساة تواطأ فيها الصمت الدولي مع أطماع الاستعمار والاستيطان. لقد كانت فلسطين على مر العصور موطنًا لحضارات عظيمة، وشهدت أرضها تعاقب الرسالات السماوية، إلا أن القرن العشرين شهد أخطر تحول في تاريخها حين بدأت موجات الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية، بدعم من القوى الغربية وتحديدًا بريطانيا، التي منحت “وعد بلفور” المشؤوم في عام 1917، والذي نصّ على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، متجاهلًا الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
ما بين عامي 1917 و1948، تصاعدت الهجرات اليهودية المنظمة إلى فلسطين، ورافق ذلك تأسيس مستوطنات وبنية تحتية عسكرية بدعم بريطاني مباشر. وعندما انسحبت بريطانيا من فلسطين في عام 1948، أعلن قادة الصهاينة قيام “دولة إسرائيل” على أكثر من 78% من أرض فلسطين، بعد ارتكاب عشرات المجازر بحق السكان الأصليين، مثل مجزرة دير ياسين وغيرها. لم تكن النكبة مجرد تهجير قسري لحوالي 750 ألف فلسطيني، بل كانت بداية لحرب تطهير عرقي ونكسة تاريخية في الضمير الإنساني.
منذ عام 1948 وحتى اليوم، بقي المجتمع الدولي في موقف العاجز أو المتواطئ، مكتفيًا بالإدانات اللفظية والقرارات غير المُلزمة من الأمم المتحدة، في حين استمرت إسرائيل ببناء المستوطنات، وفرض الحصار، وشنّ الحروب المتكررة على غزة، وتهويد القدس، واعتقال الأطفال والشباب، بل وحتى اغتيال الصحفيين.
تغاضى المجتمع الدولي عن كل ذلك، رغم أن القانون الدولي واضح في تعريف الاحتلال والتمييز العنصري، لكن المصالح السياسية والهيمنة الغربية منعت تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
رغم مرور أكثر من 75 عامًا على النكبة، لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه، يؤمن بأرضه، ويدافع عنها بكل الوسائل المتاحة، من المقاومة الشعبية إلى الصمود في وجه القمع. وفي كل انتفاضة، وكل مسيرة، وكل صرخة من طفل فلسطيني، يتجدد السؤال: أين العالم؟ وأين العدالة؟
فلسطين ليست قضية منسية، بل قضية مغيّبة قسرًا. هي دولة احتلها العدو وغضّ المجتمع الدولي الطرف عن مأساتها. لكنها ستبقى حيّة في ضمير كل حر، ولن يسقط حقها ما دام هناك شعب مؤمن بعدالة قضيته، وماضٍ في درب التحرير.





