اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

سلسلة رواد العمل الإنساني (9) – الشيخ/ أحمد محمد بغلف (حاتم العصر )(الظافر بالله)

سلسلة رواد العمل الإنساني (9) – الشيخ/ أحمد محمد بغلف (حاتم العصر )(الظافر بالله)

كتب / د. عبدالله رمضان باجهام
باحث في العمل الإنساني

نتحدث عن شخصية فريدة التصق اسمها بفعل الخير والسعي في بذله، وهي شخصية الشيخ الكريم والمحسن الكبير أحمد بن محمد بغلف، وطالما تردد على مسامعنا اسم هذه الشخصية في العقدين الماضيين، يتحدث عنه المواطنون، وصار اسمه مضرب مثل في الثراء وفعل الخير، وكان بارا بأهله وبلده بما تركه من بصمات خيرية في المساجد والمدارس ومشاريع المياه.
ولد الشيخ أحمد بغلف بدوعن. حضرموت سنة 1929م , وقد عاش طفولته هناك وتلقى بداية تعليمه على الشيخ عبدالله بلخير، ثم هاجر إلى بلاد الحرمين الشريفين ، و مكث بمكة المكرمة، وتتلمذ على بعض كبار العلماء منهم الشيخ إبراهيم الحلواني الذي أثر فيه،تأثيرا بالغاً ظهر بعد ذلك في حياته العملية والاجتماعية. و زاول الشيخ بغلف في صغره بعض الأعمال لطلب لقمة العيش الكريمة، فقد عمل في أحد البيوت بمكة بقروش معدودة، ثم بعد ذلك عمل صرافًا أمام بوابة الحرم المكي للحجاج والمعتمرين، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية بالسعودية وعمل في الصرافة، ومن هنا بدأت تجارته الرابحة فقد كون له رأس مال ومنها أعماله التجارية، وافتتح شركة صرافة ثم صارت مؤسسة من أكبر المؤسسات المصرفية العالمية، وأسس مجموعة بغلف ظافر القابضة تضم ثلاث شركات متنوعة, وكان لديه ثروة عظيمة ,وكانت له صدقات سرية على فقراء ومحتاجي الحرم منذ أن عمل يتصدق بجزء من راتبه عليهم، حتى صار اسمه مضرب المثل في التصدق والإنفاق، وكان يلقب (بحاتم العصر)لشدة كرمه وكان يلقب نفسه بـ(الظافر بالله)، وهو الاسم الذي تعنون به معظم رسائله وبرقياته، ومن ظفر بربه لم يلتفت إلى غيره.
كانت أعماله تحظى بتقدير من المملكة ومن السلطة بحضرموت ويقول عن نفسه (بداية أعماله كانت قاسية إلى حد المستحيل وصعبة إلى حد المرارة وتجاوزنا ذلك بالصبر والتحمل) ويقول (من يملك العقل يملك الحياة)، (صنع الحضارة يبدأ بخطوة)، (نحن نملك القدرة على صناعة الحياة وفق ما نملك من قدرات وطاقات هذا بفضل الله على عباده ).
إسهاماته المباركة في المجالات الخيرية والإنسانية أسس لها أوقاف أحمد محمد بغلف من بناء المساجد والمدارس والمستشفيات والمحتاجين و لقد كان للماء أهمية كبيره في حياته لمس واقع المجتمع والمعاناة وصعوبة الحصول عليه فقام بتسبيل مياه الشرب والسقايات وبناء خزانات وسدود المياه وغيرها من مبرات الخير التي عرف بها خصوصا بحضرموت. وكان له إسهامات كبيرة في الحرمين الشريفين .
أبرز الدروس الملهمة من حياته: قوة الإيمان والتوكل على الله* أهمية العمل الخيري المستدام* التواضع والإخلاص في العمل * الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع * أثر الفرد في تغيير المجتمع* الكرم والجود * التواصل مع الوطن الأم*.حياة الشيخ بغلف مصدر إلهام في العطاء المستمر، وتقدم دروساً قيمة في كيفية خدمة المجتمع وترك إرث نافع للأجيال القادمة.
حسن الخاتمة, أوصى أن يدفن في مكة وكانت وفاته بمكة المكرمة بعد أداء فريضة الحج عام 1411هـ. الموافق1991م عن عمر ناهز 62عام. لرجل قضى حياته في طاعة الله وعمل الخير وكان يدعو الله أن تكون الخاتمة بمكة المكرمة. تغمده الله بواسع رحمته.
المراجع :مجلة حضرموت الثقافية. سلسلة أعلام حضرموت .مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق

إغلاق