اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

اختراق القيم والأنانية وإفساد الاخلاق طريق التدمير

اختراق القيم والأنانية وإفساد الاخلاق طريق التدمير

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
السبت 12 يوليو 2025

الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على الرحمة المُهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، لا جدوى للكلمات، ولكن نطلق كلمة حق، امام سلطانٌ جائرٌ كهذا لا بد أن نصدح في وجهه بالحق، لعل الله يصلح حال من انشغل بملذات دنيا زائفة وزائلة.
نعم، وكلماتي هذه أوجهها إلى مجتمعي وأهلي: ما الذي حل بنا وسط كل هذه الأزمات؟! لعلنا نحن أحد أسبابها.
أحبتي، حقيقةً كنتُ فجر هذا الجمعة في جولة إلى مدينة العشق الذي لا ينتهي، إلى ساحرة العشاق “مُكلّا الحبيبة”. وأثناء تجوالي في سواحلها الجذابة، بمفاتنها الخلابة للناظرين، شاهدتُ مناظر يُحزن لها القلب ويؤلمه.
نعم، على امتداد تلك السواحل، اختلاط بين الشباب والزائرين، ووجود للنساء والفتيات، واغتسال في البحر بين الجموع. والله إنها لمناظر تُبكي كل ذي غيرة، تُبكي القلوب وليس الأعين فقط.
أين الرجال؟ أين مَن عنده الحمية والدين أن يرضى لأسرته الاغتسال بين أفواج من الشباب؟!
أين الأمر بالمعروف؟ أين وليّ الأمر؟
أما كفانا ما نحن فيه؟
أين دور الإرشاد، والأوقاف، والعلماء، والدعاة؟ أين إنكار هذا المنكر الذي بسببه تحل الكوارث والدمار؟

كل ذلك ولم تبدأ بعد البلدة! فكيف عندما تبدأ؟!
لا خير في بلدة تجلب لنا المفاسد والكوارث.
أحبتي، ما يدور في الساحة الحضرمية بل والجنوبية، للأسف، كتبنا عنه كثيراً، ووجهنا العديد من المقالات بالنصح والمناشدات للمشايخ والعقلاء والسلطة، وكل المكونات والشرائح الحضرمية، بمفكريها ومثقفيها، عمّا يُحاك لأرض الخير والحضارة والثقافة والعلم.

إنها حضرموت يا سادة، وهناك من يريد جرّها إلى منزلق الفوضى والصراع الحضرمي – الحضرمي.
السؤال الذي يُطرح:
لماذا صمت المجلس الرئاسي والحكومة، وجعلوا أنفسهم متفرجين على ما يدور في الساحة الحضرمية، وهم المعنيون بكل الحلول والمعالجات؟
يا حضارم، أما تفيقون من هذا الصمت المريب ؟!
لقد سبق أن حذرنا من أن من أهم أسباب فساد القيم والأخلاق هو نشر التخلف والرذيلة، وعلى رأسها شجرة القات.
وللأسف، أصبح همّ الكثير تلك الشجرة الخبيثة، ولو على حساب أهله ومجتمعه ودينه وقيمه.
وأصبحت المجالس لا تُحلى إلا بها، حتى عند من ننتظر منهم العقل والحكمة والموقف!
أما آن الأوان أن تصحوا من هذه الدوامة المدمرة للمجتمع والبلاد عامة؟!
يا أبناء حضرموت، حذاري من التعصب الأعمى للقبيلة، والنعرات الجاهلية، فوالله إنها لا تجلب إلا الاقتتال والتناحر والثارات.
أما تفيقوا؟!
وتتبينوا من يدعم كل ذلك؟
فوالله، ليس حبًا فيكم، بل ليدمركم، ويُوقع بينكم، ويُضعفكم، ويستحوذ على خيراتكم، وكل ما هو سبب في رفعتكم ونهضتكم.
اللهم إني بلّغت، اللهم فاشهد.
هناك تساؤلات كثيرة من أبناء المجتمع، سواء عبر التواصل أو القروبات:
لماذا كلما تحرّك ملف القضية الجنوبية على الصعيد الإقليمي والدولي، اشتد الخناق؟
حرب خدمات، غلاء معيشة، تدهور في العملة، انتشار للأمراض والفقر؟!
واليوم الريال اليمني يعادل 750، وقد يصل إلى 800، وفي صعود متزايد!
أي استهداف ممنهج بالأزمات؟!
كفى ما أشرنا وناشدنا به في كل مقالاتنا.
لا طلبًا لجه أو جاه أو كرسي، بل ننقل لكم أنين وألم مجتمع أنهكته منغصات الحياة الكريمة.
ارحموا عزيزًا قوم ذلّ.

إغلاق