أغنيات لزمن الفرح….

كتب / خالد لحمدي

فاسدون يمتطون السيارات الفارهة وفقراء يبحثون عن الخبز والدواء .
عاهرون وعاهرات يتحلّقون على موائد الفحش وأرواح تبحث عن السكينة و الأمان .
تافهون وتافهات نسوا كيف كانوا وكيف غداً سيصبحون .
جفّت المحابر ولم تبقَ سوى ثرثرة البؤس في ولائم البذخ والكذب والثراء .
أيها الصامتون عن الحق أكنتم يوماً في حالة كهذه .؟ أم ما اقترفته قلوبكم وأياديكم الآثمة .؟
ذلّكم وهوانكم أنتم من جلبتموه لأرواحكم فهنيئاً لكم أيها السذّج الكاذبون .
إمعات القوم وكباراتها يرقصون على أصوات النعيم وبكم ليسوا آبهين .
أنتَ ماذا تناولت اليوم في وجبة غذائك وماذا عسى أن يكون طعام العشاء .؟
أيتها العجائز و الشابات وكل حرائر بلادي ،
لا صوت سواكم ، وقد سكن الجبن الأرواح وتعالت سمفونية الخوف وتبّاً لمكونات ورقيّة باعت المبادئ في سوق الدجل و حانات البغاء .
اليوم وليس غداً ، ثمّة ومض على الضفّة الأخرى ، يدعونا كي نتحلّق حوله ، يشع طهرانية و نوراً سيهزم المخمورين وبائعي الوهم والخرافة ونتواءات الفيد والافتراء .
زمن السقوط والتداعي ارتقى خلاله التافهون عروش الزيف الناتنة وظل الصدق يعارك تداعيات ليلهُ ولا قبس أو ضياء .
تناقضات سقطت واستحلّت فتواءم القوم وكأن لم يحدث شيء .
احصدوا ما زرعتم وحادي الركب مُمدّد ككلب يبحث عن قطرة ماء أضاعها في دغل لا يعرف الجدب ويعشق النماء .
اشرب أيها العهر نخب كبريائك ودع السبايا يتحلّقن على نفايات السحت وهبات المقت والازدراء .
صمت قليل وثورة عاتية ، حُبلى بالأماني ستغمر البؤساء والمستضعفين ، ولا عاصم
إلاّ سياط القهر وأصوت الجياع المتعبين .
محطّات ووقفات وحدائق تساقطت أوراقها تدعوني برغبة : أضيع صاغياً لأصوات متناغمة شاحبة .
جنون النصر يتمسرح منادياً .
لم يبقَ شيء للبيع والشراء ، سوى رياح تنوء عطراً وفرحا .
أتمدّد ميقناً أن عصور الردّة لا تكتب الشعر وتنجب البؤس والشقاء .

…

خالد لحمدي