اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الرفد في الزواجات.. عادة اجتماعية تستحق العودة

الرفد في الزواجات.. عادة اجتماعية تستحق العودة

بقلم : أديب باجسير
السبت 5 يوليو 2025

بحكم تغطيتي الإعلامية للعديد من الزواجات في مناطق وقبائل مختلفة لفت انتباهي تميز كل قبيلة بعاداتها وتقاليدها الخاصة لكن ما أثار إعجابي بشكل خاص هو “الرفد” تلك العادة الجميلة التي تعكس أسمى صور التكاتف الاجتماعي بين أبناء المجتمع

الرفد ليس مجرد مبلغ يوضع في ظرف او يقدم للعريس او بل هو رسالة حب ووقوف صادق من الأهل والأصدقاء مع العريس في أهم مراحل حياته فعندما يُقدم الرفد يُقدم بطيب خاطر وهو في أصله ليس منّة بل دينٌ بالعرف والعادة يُرد في وقت لاحق هذه العادة لا تزال قائمة عند بعض القبائل بينما تلاشت عند أخرى بل وذهب البعض إلى رفضها بدعوى أنها تقلل من مكانة العريس أو تُعد مهانة له ولعائلته وهو ما أراه شخصيًا بعيدًا عن الصواب

في ظل الظروف الصعبة التي يعايشها الناس اليوم وما تشهده الحياة من أعباء معيشية وغلاء في تكاليف الزواج تبرز قيمة الرفد أكثر من أي وقت مضى فهو ليس فقط دعمًا ماليًا بل مساهمة مجتمعية مباشرة في تيسير الزواج وفتح أبواب الأمل للشباب المقبل على الحياة

على سبيل المثال تخيل شابًا تزوج ودعا ألف شخص لحفل زواجه فقام 500 منهم برفده بمبلغ عشرة آلاف ريال يمني لكل منهم المجموع سيكون خمسة ملايين ريال مبلغ ليس بالبسيط بل قد يغطي جزءًا كبيرًا من تكاليف الزواج والأهم من ذلك أن هذا الرفد يعود لاحقًا لمن قدمه حين يحين دوره في الزواج والبعض يخرجه قدامه وجه

ما يدعو للأسف أننا نرى أحيانًا أموالًا تُهدر في الطرح باالشروحات والسهرات بينما يمكن لثقافة الرفد أن تُوجّه هذه المبالغ لما فيه فائدة حقيقية للعريس وتُسهم في تسهيل زواجه وتخفيف أعبائه

إنني من هذا المنبر أدعو لإعادة النظر في هذه العادة الأصيلة وإحيائها بروحها النبيلة بعيدًا عن المبالغة أو الاستغلال لتعود كما كانت رمزًا للترابط والمساندة لا للجدل والتفرقة

فكم من زواجٍ تعثّر بسبب التكاليف وكم من شابٍ أعرض عن الزواج لعجزه المالي ولو أحيا المجتمع هذه العادة لشهدنا زواجات أكثر وتكافلًا أكبر الرفد ليس إذلالًا بل هو إجلالٌ للتعاون وتقديرٌ للفرحة وتجسيدٌ لقيم الأصالة

إغلاق