اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

جنوب اليمن .. صيفٌ ملتهب ومعاناة تتضاعف بين ظلام الكهرباء وغلاء المعيشة.

جنوب اليمن .. صيفٌ ملتهب ومعاناة تتضاعف بين ظلام الكهرباء وغلاء المعيشة.

كتب / فضل عيديد حسان
الخميس 3 يوليو 2025

وسط موجات الحرّ اللاهبة ، يعيش المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية أيامًا لا تُحتمل من المعاناة ، تُثقل كاهله أزمات متلاحقة تبدأ من الانهيار الاقتصادي ولا تنتهي عند انقطاع الكهرباء والماء وتردّي الخدمات الأساسية.

  • عدن .. مدينة منكوبة بالخدمات.
    في العاصمة المؤقتة عدن، تبدو الحياة في حالة شلل تام ، الكهرباء تنقطع لساعاتٍ طويلة تصل أحيانًا إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا ، بينما الأحياء السكنية تغرق في الظلام والحرارة ، وسط عجز تام عن توفير حلول إسعافية ، ومع انقطاع التيار انعدمت القدرة على تشغيل المكيفات أو حتى المراوح ، وامتدت المعاناة إلى فقدان الثلج في الأسواق ، ما جعل حفظ الطعام أو تبريد المياه حلمًا بعيد المنال .
    أهالي عدن لا يشتكون فقط من الكهرباء ، بل من انهيار الخدمات بشكل عام : طرقٌ محفّرة ، مياهٌ شحيحة ، وانعدام شبه تام للصرف الصحي ، في وقتٍ تتراكم فيه النفايات وسط الأحياء ، مهددةً بكارثة بيئية وصحية قريبة .
  • حضرموت .. بين صيف قاتل وانقطاع مزدوج للكهرباء والماء .
    محافظة حضرموت ، بمختلف مديرياتها ، ليست أحسن حالًا ، ففي ساحل حضرموت الكهرباء تنقطع ساعات طويلة ، ما جعل الأهالي يطلقون نداءات استغاثة متكررة دون أن تجد آذانًا صاغية ، أما في مديريات وادي حضرموت ، فإن الوضع أكثر قتامة ، حيث يتزامن انقطاع الكهرباء مع انقطاع المياه ، في مشهدٍ يعكس حجم العجز وانعدام التخطيط والاستجابة للطوارئ .
    الصيف في حضرموت لا يُحتمل ، ودرجات الحرارة تلامس الخمسين ، بينما آلاف الأسر لا تجد ما يطفئ لهيب الحرّ سوى التضرع إلى الله .
  • العملة .. انهيار جديد وصرفٌ يُضاعف المعاناة .
    تتفاقم معاناة المواطنين مع تدهور سعر صرف العملة الوطنية ، حيث تجاوز الدولار حاجز الـ 2700 اما الريال السعودي فيعادل أكثر من 730 ريال يمني، وهو رقم كارثي يعكس الانهيار المتسارع للاقتصاد الوطني ، هذا التدهور انعكس مباشرة على أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية ، فتضاعفت الأسعار بينما الرواتب بقيت على حالها – إن لم تُقطع أساسًا .
    الموظفون ، المتقاعدون ، والأسر ذات الدخل المحدود ، جميعهم في مواجهة مباشرة مع الجوع والعوز . بات شراء كيلو أرز أو دبة غاز حلمًا صعب المنال للكثير من الأسر ، خصوصًا في ظل غياب أي حلول اقتصادية حقيقية أو تدخل حكومي فعّال .

في الختام ، لم تعد المعاناة في اليمن مجرد شكوى من أزمة كهرباء أو غلاء معيشة ، بل أصبحت معركة يومية من أجل البقاء ، وبين عتمة الكهرباء ، وحرارة الصيف ، وانهيار الاقتصاد ، يصرخ المواطن الجنوبي في صمت : إلى متى ؟

إغلاق