هل أنت محبط ؟
بقلم : صلاح عبدالله براهم
الاحد 29 يونيو 2025
إذا قلت أنا محبط فلاأعلم كيف ؟ وإذا قلت لست محبطا فلاأدري كيف ؟ فهذا تناقض بداخلي أعيشه وواقع أتجرعه … محبط لأني أرى أهل غزة يموتون ويحرقون ويعذبون وغزة تستنجد ولامجيب لها ؛؛ محبط لأني أسمع أصواتا تسعى إلى تفرق أمتي إلى شرذمة وكل واحد يدلو بدلوه ويوجه سيفه البتار إلى نحر أخيه بلا تردد ،، محبط لأننا متفرجون وشاهدون على مجازر وانتهاكات لحرمات المسلمين والحجة قائمة علينا ،، محبط لأننا لاتحرك فينا تلك الأحداث المؤسفة والحوادث المريعة شعرة من نخوة كرامة وحرقة دم كأن الأمر لايعنينا ،، كلما حاولنا ننهض زادوا في جرعة تخديرنا بشتى السبل حتى لاتقوم لنا قائمة ..
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
محبط لأن بني أمي تخلو عنا ووقفوا مع غيرنا وكأننا لسنا منهم وليسوا منا .. محبط لأن حتى قنوت النوازل لم يرددوه في مساجدنا مع أن وزارة الأوقاف من أمرت بذلك … محبط لأن خلافنا ساذج في مسائل غالبها فرعية .. وتركنا القضية الكبرى خلف ظهورنا
((دعوها فإنها منتنة)) .
محبط لأن الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها أصبحنا أشداء على بعضنا البعض بدلا من ((رحماء بينهم)) … محبط لأننا نفسق بعضنا بعضا ونلعن بعضنا بعضا بل ونكفر بعضنا بعضنا .. مادريت بحالنا اليوم ياعمر ريشة لقلت شعرا مزلالا أكثر من هذا :
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي ….. مطرق
خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا
ببقايا ….. كبرياء ….. الألم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم ….. لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
آهاااات أرددها ورأسي مطرق وحالي مكتئب ماذا عساني أن أقول لربي وبماذا نعتذر عند إلهي فجأة وأنا أنظر إلى دفتر لابني بها طلاسم مكتوبة وشخبطة مخطوطة ولكن برزت من بين تلك الأسطر على أجمل الصفحات كلمات خطت بأحرف من ذهب زينت الورقات بجمال براءته لقد كتب هما يحمله على تلك البياض لم يتفوه به أبلغ الوعاظ … يحكي لنا مازال في أمتي أملا وفي أمتي خيرية لقد سطر أحرفه بنور قذفه ربي في قلبه الصغير الذي لايتحمل ((ياااااارب أسألك العزة لأهلنا في غزة ))
ذرفت دموعي لما قرأت ماكتب ماذا تقول أنك تحمل ضميرا حيا في زمن ماتت فيه الضمائر فلم ينفعها البناء ولم تأبه للإعراب
فلامتكلم ينطق بمانطقت ، ولامخاطب يفقه بماقلت ، ولا غائب يرده ما حدثت … لقد كتبت لنا ياعزيزي نورا وضاء كما كتبوا العزة لنا أهل غزة ومع ذلك كتبوا لنا حروفا لمن لأمة العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء ماذا كتبوا لنا للذكرى والتذكر :
كتبوا لنا هذا النداء
وطنى جريحٌ خلف سلك الصبر
فى كل يومٍ تسقط العشرات من اطفالنا
الى متى
الى متى
إلى متى هذا الدمار
الى متى
الى متى
إلى متى هذا الدمار
جفّت ضمائركم
جفَّت ضمائركم ما هزَّكم هذا النداء
هذا النداء رقت له حتى ملائكة السماء
جفّت ضمائركم
جفَّت ضمائركم وما جفَّت دموع الأبرياء
وما جفَّت دموع الابرياء
وما جفَّت دموع الأبرياء
ولكن رغم الخذلان لكم ياأهل غزة من قبلنا إلا أن هذا تمحيص وابتلاء واختبار للأوفياء وسينصركم الله بنصره (( ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )) نعم موعدون بالنصر وحتى يقاتل الحجر والشجر معكم ياأهل فلسطين الأبية ويقول الحجر والشجر ياعبدالله يامسلم هذا خلفي يهودي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد أما جهادكم اليوم إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة .
أما من كان عنده المال سيده فليس بمحبط إذا جنى المال وجمعه ولكن سيجنى منك المال ويرجع إلى خزائنه إن لم يكن الآن ففي وقت قريب بإذن الله (( ألا إن نصر الله قريب ))





