صراع المصالح وكوارثه على الامه
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الثلاثاء 24 يونيو 2025
حمداً لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المُهدَاة ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، أصبنا بإحباط من كثرة المقالات، وللأسف لا حياة لمن تنادي. سبق وتكلمنا وناشدنا التحالف والمجلس الرئاسي والحكومة بإصلاحات ومعالجات جذرية وشجاعة، وطرحنا عدة نقاط. ومن خلال متابعتنا للأحداث المتسارعة، يتطلب من التحالف إعادة النظر في ملف الاقتصاد، وتحسين البنية التحتية والخدمات، ومعالجة تدهور العملة في المحافظات الجنوبية قبل أن يقع الفأس في الرأس.
نقولها من قلب محب وناصح، وللأسف كنا نتابع توجيهات رئيس المجلس الرئاسي لبنك حضرموت بدفع 20 ملياراً إلى مأرب. نقولها يا العليمي، أما كفى حضرموت من التجاهل واستنزاف مواردها؟ بل تجاهل حقوق ومطالب أبناء حضرموت، وغض الطرف، وقد تكون هناك نوايا غير طيبة، بل خلق الأزمات فوق الأزمات، وخلق صراع حضرمي-حضـرمي، بل صراع في كل المناطق الجنوبية.
نقولها للتحالف، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات: إن لم يُحافظ على استقرار وأمن الجنوب، ستنزلق المنطقة إلى كوارث لا تُحمد عقباها.
ومن خلال متابعتي، هناك توجه لرفع الدولار الجمركي، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية. أما كفى المواطن ما عاناه من كوارث؟ لماذا الإصرار على هذا الكم الهائل من الوزراء والبعثات الدبلوماسية وملحقاتها وبطاناتها، والمجالس الفاقدة صلاحيتها، غير العبث بموارد البلاد والعباد؟
اتقِ الله يا العليمي وأعضاء مجلسك الموقر. سبق وأن تكلمنا في مقال سابق: ألغوا تلك المجالس، وقلصوا عدد الوزراء والبعثات الدبلوماسية وملحقاتها، وادعموا الاقتصاد بتحويل الأموال التي تُنفق عليها إلى تحسين البنية التحتية، وتوفير حياة كريمة للمواطن، وليس برفع الدولار الجمركي.
سعر صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني 740، وفي انهيار متسارع. وهناك تصريحات أن العملة ستنهار مقابل الريال السعودي إلى 1000 ريال يمني، في حال لم تدعم الدول الصديقة الاقتصاد. وهناك نوايا، حسب ما يُشاع، لرفع الدولار الجمركي، لذبح المواطن من الوريد إلى الوريد.
ماذا تبقى غير جر البلاد إلى الصراعات والانزلاق للفوضى والفتنة؟ بالأمس تصريحات للدكتور عبدالناصر الوالي عن عراقيل من الدولة العميقة. لماذا لا يكون هناك مكاشفة وشفافية حول هذه الدولة العميقة للمواطن، الذي لا يجد قوت يومه؟ كفى المواطن ما يعانيه. والله إن العين لتدمع، والقلب ليعتصر ألماً مما نسمع ونرى من قصص جشع بعض التجار.
تذهب إليهم وتتفق على شراء كيس رز، وما إن تعود بالمبلغ حتى يرتفع سعر الكيس بأكثر من عشرين ألفاً! وقد حذرنا في مقال سابق لمن تولى أمر هذا الشعب البائس. لو – لا قدر الله – أُغلقت المنافذ، أين هو المخزون الغذائي لهؤلاء الذين لا يستطيعون شراء قوت يومهم؟ كيف يُشجع هؤلاء التجار على استغلال الظروف والمنافذ ما تزال مفتوحة؟ كيف لو أُغلقت؟ إنها الكارثة التي ستحل على من لا حول له ولا قوة.
نقولها للمجلس الرئاسي والحكومة: أما تتقون الله فيمن استرعاكم أمرهم؟ حذارِ من مغريات دنيا زائفة وفانية. ما أصعب حمل الأمانة والمسؤولية، وما أصعب السؤال عنها أمام الملك الجبار، الذي لا تخفى عليه خافية.





