إيران وإسرائيل… صراع النفوذ لا الحرب فقط!
بقلم / م . لطفي بن سعدون الصيعري.
الثلاثاء 17 يونيو 2025
في تطور هو الأخطر منذ عقود، تحوّلت المواجهة بين إيران وإسرائيل ، التي تدخل يومها الخامس ، إلى صراع مفتوح تجاوز حدود الرسائل العسكرية المحدودة، ليتحول إلى استعراض واسع للقوة، يوشك أن يعيد تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
فالصراع لم يعد تكتيكيا محدودا ، بل بات عنوانًا لمواجهة استراتيجية تشعل وتدمر كل مقومات القوة المدنية والعسكرية الشاملة لكلا الطرفين ، كمشروعين يتنازعان الهيمنة على المنطقة، وسط انقسام دولي وإقليمي، وقلق متزايد من أن يفتح هذا التوتر أبوابًا لصراعات غير محسوبة، قد تجر دولًا أخرى إلى أتون المواجهة.
لعبة النفوذ والهيمنة في المنطقة :
منذ عقود ، تحوّلت سوريا ولبنان والعراق واليمن إلى ساحات اشتباك غير مباشر وحرب بالوكالة بين الطرفين. إيران تمارس نفوذًا واسعًا من خلال حلفاء محليين، بينما تعتمد إسرائيل على قوتها العسكرية وتفوقها التكنولوجي، بالإضافة إلى شبكة علاقاتها الدولية الواسعة.
لكن ما حدث مؤخرًا — من تصعيد ومواجهه استراتيجية باستخدام ارقى المعدات الحربية والقدرات الإستخباراتية والترسانة الصاروخية والمسيرات ، لكلا الطرفين ، كشف أن الصراع خرج من تحت الطاولة، وأتخذ بعدا استراتيجيا وتدميريا شاملا ، وأن الرسائل هذه المرة موجهة للعالم ، أكثر من كونها رسائل ردع تكتبكي متبادل.
موازين القوة… أين تتقدم إيران؟ وأين تتفوق إسرائيل؟
تمتلك إيران أوراقًا متعددة أبرزها شبكة من القوى الحليفة في عدة جبهات (حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي، وغيرها)، إلى جانب قدرات صاروخية وطائرات مسيّرة أثبتت حضورها. لكنها تعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وعزلة دبلوماسية، وضغوط داخلية مستمرة.
في المقابل، تتمتع إسرائيل بدعم غربي غير محدود، وتفوق عسكري نوعي، وجبهة استخباراتية نشطة، لكن قربها الجغرافي من مصادر التهديد، وإشتعال عدة جبهات حولها في أن واحد ، والانقسامات السياسية الداخلية، تضعها في موقف لا يخلو من الهشاشة.
العالم يراقب… والخليج يتحرك :
التحرك الخليجي والدولي لاحتواء التصعيد لم يأتِ من فراغ. فالخوف من انزلاق الوضع إلى حرب إقليمية شاملة تدفع فاتورته دول المنطقة، خصوصًا أن أي مواجهة مفتوحة ستعني اضطرابًا في أسواق الطاقة، وموجات لجوء، وانهيارًا لأمن الملاحة الدولية، واحتمالية الهجمات الايرانية المباشرة ضد القواعد الأمريكية المنتشرة في دول الخليج ، وكلها قضايا تمس الأمن الخليجي و العالمي. ولذلك، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، من الخليج إلى أوروبا، لوقف التصعيد وتثبيت مسار تفاوضي بديل، مع عودة الحديث عن إحياء الملف النووي الإيراني كمخرج من المأزق.
من الرابح؟ ومن الخاسر؟
لا رابح حقيقي في الحروب، لكن من يثبت أطول ويفاوض من موقع قوة، قد يحصد نتائج سياسية على المدى الطويل. إسرائيل قد تُحقق أهدافًا أمنية محددة، لكنها لا تستطيع حسم الحرب في الساحات الشعبية غير النظامية. وإيران رغم العقوبات، استطاعت أن تؤكد أنها فاعل لا يمكن تجاهله، وأنها قادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي متى قررت.
أما الدول الخلبجية و العربية التي على خط التماس ، فهي الكعكة، التي يسعى كل طرف لاستحواذها ، ومن مصلحتها ان ينهك الطرفان وتخور قواهم معا ، الا انها ستدفع ايضا ثمن هذه المواجهات من أمنها، واستقرارها، ومستقبل أبنائها. ولكن ربما يهيئ الله لها امرا رشدا من رحم هذه المواجهات .





