دعوة الحسم العسكري في حضرموت .. لماذا الآن ؟!!

كتب / ا.د خالد سالم باوزير
الاثنين 16 يونيو 2025

لم أكن أتصور أن أي حضرمي يمكن أن يدعو مكونه لفرض حل حسم عسكري على حضرموت في هذا الوقت العصيب من تاريخها ، ربما ترتبط هذه الدعوة في اعتقادي بمصالح ضيقة ، إما لفرض أمر ما واقع بقوة السلاح من قبل قوات معينة ، وهو أمر مستغرب تماما ، وقد ولى في تقديري هذا التفكير ، هذه الدعوة مستغربة ويجب الإنتباه لها ، ودق ناقوس الخطر للتحذير منها ..

نصيحة لكم يا أصحاب تلك الدعوة أن هذا ما لا تستطيعون أنتم ولامكونكم وقواته أن تفعلوه ، لأنكم دخلتم تحالفا ومع دول لايمكنها أن تترككم تفعلون ماتريدونه دون دراسة لواقع حضرموت ..

بلدكم و أهلكم ينتظرون منكم الوقوف معهم لا أن تقوموا بتهديد الحلف القبلي الذي يعمل بصمت ، ولم يسئ لأي كان رغم تعرضه لكل انواع الهجوم والسباب وكذلك قواته المكلفة بحماية حضرموت ، وأنتم جزء من النسيج الحضرمي لكم حق فيه وعليكم واجباته نحوه ..

ولو اردتم فرض امر واقع فعدن أولى بتطبيقه وكم فرصة لاحت لكم وضاعت في سنوات مضت ، اليوم حضرموت أرض و جغرافيا وشعب تجاوزوا أساليب الاستيعاب والضم والإلحاق بالقوة ، فالحوار الهادي المتزن مطلوب في هذا الظرف وليس الجري وراء تأزيم المواقف التى تخلق فتنة ، والتلويح بالحسم العسكري الذي سيدخل حضرموت في فصل جديد من التصادمات والحرب الاهلية ..

وهل ستترك لكم دول التحالف الحبل على الغارب لتنفيذ ماتريدونه وتخططون له في محافظة مثل حضرموت مهمة لهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، إنكم بذلك تفقدون دعم التحالف لكم ..

حضرموت ليس كعكة تخضع للتقاسم ولن تكون رهينة لتجاذبات الأهواء لمكونات معينة بغرض فرض أمر واقعا والسيطرة عليها ، وثقوا أن الشعب الذي كان في يوما ما مفوضا لكم سيكون عدوكم ، ستفقدون حاضنتكم وتخسرون أنصاركم … والعقل زينة ..