أهمية فهم مشاعرنا والتعامل مع المشاعر السلبية لحياة أكثر راحة وسعادة
مقال لـ / أبوبكر العيدروس
أخصائي نفسي ومدرب
الاربعاء 11 يونيو 2025
تخيل انك تمتلك مليون دولار ، وبيت فاخرا وسيارة من احدث السيارات ..
ربما يكون هذا حلم الكثير من الناس ، لكن تخيل ان شخص لديه كل هذا وهو مكتئب او يعيش الم نفسي فهل سيعيش متعة وراحة هذه الاشياء ؟
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
بالتأكيد لا ..،
ان قدرتنا على الاحساس بالنعم والاستمتاع بالاشياء مرتبط بحالتنا النفسية وجزء اساسي من حالتنا النفسية المشاعر التي نعيشها
فليس المهم فقط النعمة بل الاستمتاع بالنعمة وجزء اساسي من الاستمتاع بالنعمة هو وجود مشاعر ايجابية
ان فهمك لاهمية مشاعرك يشكل بداية لتحول كبير في حياتك تجاه السعادة والراحة ، وحتى النجاح جزء كبير منه نتيجة حالتنا النفسية
في هذا المقال سنضيء لك بعض النقاط عن أهمية المشاعر
ان بداية الاستمتاع والراحة يبدأ من الداخل بالراحة النفسية والمشاعر الايجابية وليس من الخارج والاشياء التي نحصل عليها ، فأي شيء مادي نكسبه في الحياة من مال او علاقات او فرص بدون ان تكون مشاعرنا في حالة ايجابية فلن نكون سعيدين بالماديات ..
فالعمل على الراحة في العالم المادي بدون التركيز على مشاعرنا غير كافي لنكتشف السعادة بل السعادة تبدأ بالعمل على ان نكتسب مشاعر ايجابية اكثر
واول خطوة حتى نكتسب المشاعر الايجابية هو تنظيف والتخلص من المشاعر السلبية ، حيث تكون معيقة ومعرقلة للمشاعر الايجابية حيث تشغل مكانا في النفس
ونضرب مثالا على ذلك ، تخيل ان لديك نافذة تطل منها اشعة الشمس لكن هذه النافذة الزجاجية متسخة وعليها تراكم من التراب فهل سيدخل نور الشمس بشكل جيد ؟
بالطبع لا ..
لكن عندما ننظف النافذة سنرى نور الشمس المشرق يتدفق بسهولة من زجاج النافذة
نحن كذلك خلقنا مهيئين لاستقبال السعادة والراحة ولكن هناك مشاعر سلبية نعيشها تقوم مقام التراب في زجاج النافذة وتؤثر على عيشنا للمشاعر الايجابية
وتعريف المشاعر السلبية انها اي مشاعر يأتي معها شعور بالضيق او التعب او عدم الراحة مثل الخوف والغضب والحزن
و وجود المشاعر السلبية هو معرقل للنعيم وقد وردت ايات للنهي عن المشاعر السلبية كالحزن والخوف يقول سبحانه ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
ويقول سبحانه ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
والخوف من الله مختلف عن الخوف من الناس او الاشياء
ويمتد تأثير المشاعر السلبية الي حياتنا المادية ، فالانسان الذي في حالة حزن او خوف او غضب سيكون ابعد عن القدرة على التفكير والنجاح والابداع ، والعكس من ذلك كلما كنت في حالة اكثر هدوء وراحة كلما كنت اقرب لطريق النجاح
وليس بالضرورة عندما نقول مشاعر سلبية اي مشاعر سلبية غامرة كأن اكون حزين طول الوقت ولكن الامر نسبي فتكون المشاعر السلبية متواجدة بنسبة معينة ، فيكون الشخص مثلا 10 ٪ من الوقت حزينا او غاضبا ..
وكونه يظهر في اوقات معينة لا يعني انه غير موجود بداخل الشخص ويحدث تأثيره
ولننظف هذه المشاعر السلبية هناك العديد من الطرق بعضها تحتاج ان تستعين بمختص كالدورات او الجلسات لتنظيف المشاعر او تستطيع البدأ بالمحتوى المجاني المتوفر على شبكة الانترنت وخاصة اليوتيوب
واستطيع ان اعطيك طريقة بسيطة تستطيع ان تبدأ بها تنظيف المشاعر السلبية
اول خطوة ان تراقب مشاعرك التي تتكرر عليك ، مثلا ان ترى انك تغضب كثيرا او تشعر بالحزن او الخوف
ثم تبدأ بكتابة مشاعرك ، كأن تقول انا شعرت اليوم بالحزن الشديد عندما قال لي فلان كذا ، او شعرت بالخوف عندما رأيت او سمعت الخبر الفلاني
وبعد ان اكتب المشاعر السلبية اقوم بحرق الورقة
هذه الطريقة كبداية تساعد في تفريغ المشاعر السلبية عوض ان تكون مكتومة في داخل النفس
وان كانت هناك طرق اعمق تستطيع اكتشافها بالبحث او الاستعانة بمختص
ان تفسيرنا للعالم يتأثر بشكل كبير بنوع الشعور الذي لدينا فلو كنا في حالة حزن فسننظر للعالم انه صعب ومتعب او كنا في حالة غضب سننظر للعالم انه سيء وسلبي والعكس ففي حالة كنا في حالة تفاءل فسنرى الفرص في العالم
فلاكتساب حياة افضل واكثر سعادة ليس علينا فقط السعي في الماديات ولكن ايضا السعي على ما داخل النفس كالمشاعر ..





