حضرموت لكل اليمنيين.. والولاء لا يُقاس بالمناطقية
بقلم الصحفي / محمد ناصر عجلان
الاثنين 9 يونيو 2025
تابعتُ كغيري من أبناء الوطن ما كتبه الدكتور فائز المنصوري تحت عنوان: “حضرموت لا تُحمى إلا بأبنائها، الأمن لا يُستعار، والولاء لا يُؤجَّر”، وهو عنوان يستبطن تحريضًا صريحًا على أبناء المؤسسة العسكرية اليمنية، ويكرّس خطابًا مناطقيًا خطرًا على اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي، في ظرف لا يحتمل المزيد من التشرذم والفرقة.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
منطلقات المقال، وإن حاولت أن تتوشّح بعباءة “الحرص على حضرموت”، إلا أنها في الجوهر تُعيد إنتاج ذات الخطاب الذي أدّى في مراحل سابقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية وتسهيل مشاريع التقسيم والانفصال، وهو أمر مرفوض من كل أبناء اليمن الشرفاء، وفي طليعتهم أبناء حضرموت.
دعونا نضع بعض الحقائق على الطاولة:
أولًا: الولاء للوطن لا يُحدّد بالبطاقة الشخصية
الانتماء للجمهورية اليمنية وللشرعية الدستورية لا علاقة له بالمكان أو الجغرافيا. فالجندي الذي ينتمي لمحافظة تحت سيطرة الحوثي ليس متهمًا بالولاء لهم، بل هو أوّل من ترك أهله ودياره وتقدم الصفوف ليقاتل تحت راية الشرعية. هؤلاء لم يرضخوا للميليشيا، ولم يلتحقوا بصفوفها، بل التحقوا بالمؤسسة العسكرية الوطنية، واختاروا أن يدافعوا عن اليمن بأكمله، بما في ذلك حضرموت. فهل يكون جزاؤهم التشكيك والطعن والتخوين؟!
ثانيًا: المنطقة العسكرية الأولى ليست ميليشيا.. بل مؤسسة وطنية
المنطقة العسكرية الأولى تضم آلاف الجنود من مختلف محافظات الجمهورية، بمن فيهم أبناء حضرموت أنفسهم. وهي تعمل ضمن منظومة الجيش الوطني، وتأتمر بأوامر القيادة العليا للقوات المسلحة. ولا يمكن أن نقبل تصويرها كجسم غريب أو قوة دخيلة، وهي التي سطّرت أدوارًا بطولية في مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار في وادي حضرموت. تفكيك هذه المؤسسة أو استهدافها إعلاميًا لا يخدم سوى أجندات مشبوهة، بعضها مناطقي، وبعضها يخدم مشاريع إقليمية لا تخفى على أحد.
ثالثًا: حماية حضرموت مسؤولية وطنية لا مناطقية
دعوة الدكتور المنصوري لحصر حماية حضرموت على أبنائها، تبدو ظاهريًا دعوة بريئة، لكنها في الجوهر تشي بإقصاء وتفكيك. الأمن القومي لا يُبنى على أسس قبلية أو جغرافية ضيقة، بل على العقيدة العسكرية والانضباط والولاء للدولة. فحين قاتل أبناء حضرموت في مأرب، والضالع في الساحل الغربي، وشبوة في تعز، لم يقل أحد “عودوا لحماية مناطقكم فقط”. لأننا كنا، وسنظل، جيشًا وطنيًا موحدًا.
رابعًا: لماذا لا ندعو لتحرير كل اليمن.. لا لإقصاء بعض أبنائه؟
بدلًا من مهاجمة من لم تتحرر مناطقهم بعد، الأولى أن نتكاتف معهم لتحريرها. إننا جميعًا في خندق واحد ضد مشروع الحوثي الانقلابي، ومن الخطأ الفادح إلقاء اللوم على أبناء المحافظات المحتلة وهم الذين رفضوا الخضوع، ولم يساوموا، وبحثوا عن موطئ قدم ليواصلوا أداء واجبهم الوطني.
ختامًا..
حضرموت كانت وستظل حضنًا آمنًا لكل اليمنيين، لا ترفض أبناء وطنها، بل تحتضنهم، وتحتضن الجيش الوطني بكافة مكوناته. أما الولاء، فهو يُقاس بالموقف، وليس بعنوان السكن. ومن يزرع الشك بين أبناء الجيش، يُسدي خدمة مجانية للحوثيين.
ليكن صوتنا موحدًا: حضرموت لكل اليمنيين.. والوطن أكبر من الجغرافيا.
والله من وراء القصد





