اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت لا تُحمى إلا بأبنائها، الأمن لا يُستعار، والولاء لا يُؤجَّر

حضرموت لا تُحمى إلا بأبنائها، الأمن لا يُستعار، والولاء لا يُؤجَّر

كتب / د. فائز المنصوري
الاحد 8 يونيو 2025

يثير الدهشة أن ترى جنديًا من أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي يقف على نقاط أمنية في حضرموت، تحت ذريعة حمايتها من الحوثيين! وكأن محافظته قد تحررت من قبضتهم، أو كأنه قد أدى واجبه الوطني تجاه منطقته أولًا. الأدهى من ذلك أن بعض هؤلاء الجنود قد يكونون من أسرٍ لا تزال تخرج في مسيرات مؤيدة للحوثي، وربما يكون أحد أفراد عائلتهم — كأخيه مثلًا — جنديًا في صفوف الميليشيا، أو قد قُتل وهو يقاتل معهم تحت راية “الصرخة الحوثية” خلال غزوهم لمحافظات يمنية أخرى. فكيف نأمن جانب شخص لا يزال ولاء عائلته — وربما هو نفسه — مرتبطًا بالحوثيين؟ وكيف نضمن أنه لا يتواصل معهم دوريًا، أو يُحوِّل إليهم جزءًا من راتبه الشهري، أو ما يجمعه من جبايات في النقاط الأمنية؟ بل ماذا لو كان يحمل فكر الحوثي سرًا أو يتعاطف معهم أيديولوجيًا؟ أليس هذا اختراقًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار في حضرموت؟ إن وجود مثل هذا الجندي ليس فقط خللًا أمنيًا، بل يُعد أحد الأسباب الرئيسة في تأخر تحرير منطقته من قبضة الحوثي، ذلك العدو الذي انقلب على الشرعية، واحتل الأرض، وأهان الإنسان. ولو لم يكن أبناء حضرموت يشكلون شوكة في خاصرة المشروع الحوثي الطائفي، لربما سمعنا أفراد “المنطقة العسكرية الأولى” في وادي حضرموت يرددون شعار “الصرخة الحوثية” دون خجل أو تحفظ؛ وانطلاقًا من هذا الواقع الخطير، لا بد من توجيه أربع رسائل واضحة وصريحة:

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

الرسالة الأولى: إلى قيادة وأفراد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت: عليكم أولًا أن تحرروا محافظاتكم ومناطقكم من قبضة الحوثي؛ فهي أولى بحمايتكم من حضرموت. أما حضرموت، فلديها من أبنائها ونخبتها من يقوم بالواجب خير قيام. أبناؤها أسود في الميدان، وجنود في أوقات العزة، لا يُجرَّبون لأنهم أهل ثقة ومواقف، متواجدون دائمًا عند الحاجة والمحن. وإن كنتم تنادون بوحدة الأرض اليمنية، فلتبدؤوا بتحرير بيوتكم وعاصمة الجمهورية اليمنية. أما جلوسكم في حضرموت ودياركم ترزح تحت الاحتلال الحوثي، فلا معنى له ولا منطق فيه.

الرسالة الثانية: إلى قيادة التحالف العربي: كيف يُعقل تأمين وادي حضرموت بقوات ينتمي أغلب أفرادها إلى مناطق لا تزال ترزح تحت سيطرة الحوثي؟ أليس هذا اختراقًا أمنيًا خطيرًا يهدد السلم الاجتماعي والأمن القومي؟ إن وجود جنود لا يزال ولاؤهم محل شك، يجعل من حضرموت هدفًا سهلًا لأي مؤامرة قادمة. فالأمن لا يُبنى على حسن الظن، بل على الثقة المجرَّبة والولاء المثبت. وقد أثبتت أحداث عدن والمكلا في عام 2015م أن مثل هؤلاء كانوا من أول المنهارين، ولم يصمدوا ساعة أمام الانقلابيين. بل كانوا جنودًا يقاتلون في صف الحوثي والمخلوع صالح، “فلا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين”.

الرسالة الثالثة: إلى قيادة حضرموت، ممثلة بمحافظها: إلى متى سيبقى وادي حضرموت تحت حماية جنود من خارجها، ينتمون إلى مناطق لا تزال خاضعة للحوثي؟ أليس في ذلك خطر جسيم على حضرموت وأهلها؟ كيف نطمئن إلى من لم يحرر أرضه بعد؟ العقل والشرع والعرف تقول جميعًا: لا يُعقل أن يحمي جندي حضرموت بينما محافظته مغتصبة من الحوثيين. الأولى به أن يحرر أرضه أولًا، ثم يتحدث عن حماية غيره. فليس من المنطق أن يعمل سقاية وأهله ظمأ!

الرسالة الرابعة: إلى أبناء حضرموت عامة: عليكم أن تمارسوا ضغطًا شعبيًا وسياسيًا على السلطة المحلية، لفرض تشكيل قوة أمنية خالصة من أبناء حضرموت تتولى حماية وادي حضرموت. فالأمن لا يمكن أن يُستعار، والولاء لا يُؤجَّر، وأبناء حضرموت هم الأجدر والأولى بحمايتها من أي طرف آخر. فهم الأكثر دراية بأرضهم، والأشد إخلاصًا لها، والأكثر استعدادًا للتضحية من أجلها. كما على أبناء حضرموت مسؤولية بأن يطالبوا السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ، بأن يعمل على إطلاق برامج تأهيل وتدريب لأبناء حضرموت، بتمويل من الحكومة أو ممن عدّ نفسه وصيًا علينا (التحالف)، لتقليص الحاجة لقوات من خارج المحافظة.

ختامًا، الولاء ليس أمرًا هامشيًا في مسألة الأمن؛ بل هو حجر الأساس فيه. وحضرموت، التي كانت دومًا حصنًا حصينًا في وجه الطامعين، تستحق أن تُحمى بأبنائها، وأن تبقى عصيّة على كل اختراق، فكريًا كان أو ميدانيًا. ومن لم يحرر أرضه، لن يصون أرض غيره. فلنرفع الصوت: *حضرموت لا تُحمى إلا بأبنائها*.

إغلاق