الحر ينهش الأجساد… والكهرباء غائبة: حين يُهدر الوقود ويُهان الإنسان في حضرموت
كتب / فؤاد سالم باربود
الخميس 29 مايو 2025
في قلب حضرموت، حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية، يعيش الناس صيفًا لا يُطاق. لا كهرباء، لا ماء، لا نسمة هواء . أطفال يتقلبون من لهيب الحر، ومرضى لا ينامون، وكبار سنّ يكابدون في صمت. أما الكهرباء، فهي ضيف ثقيل لا يأتي إلا قليلاً، ويغيب كثيرًا، فيما وعود الحلول تذوب مثل العرق على جباه المساكين.
وراء هذه الأزمة ليست قلة الإمكانيات، بل فوضى الإدارة وهدر المال العام. فالأرقام وحدها تكشف الكارثة:
*هل تعلم؟*
*تشغيل مولدات الديزل لكهرباء وادي حضرموت يستهلك يوميًا:*
🔹 200,000 لتر × 1700 ريال = 340 مليون ريال يمني يوميًا!
في الشهر:
🔸 340 مليون × 30 = 10.2 مليار ريال
وفي السنة:
🔸 10.2 مليار × 12 = 122.4 مليار ريال يمني!!
وكل هذا من أجل إنتاج 30 ميجا فقط لا تغطي ربع احتياج حضرموت الوادي، بينما الكهرباء تنطفئ أكثر من 16 ساعة في اليوم.
وللتوضيح، فإن سعر الديزل للمواطن سعر رسمي وليس من السوق السوداء، ومع ذلك يظل عبئًا لا يُطاق، وسرًا مكشوفًا في منظومة الفساد والعبث.
الأسوأ من ذلك: أين تذهب كل هذه المليارات؟ ولماذا يستمر هذا النزيف المالي دون نتيجة؟
بينما لو تم استثمار هذه الأموال في مشروع وطني حقيقي للطاقة الشمسية، لأمكن تمويل كل بيت في حضرموت بمنظومة متكاملة بتكلفة 10,000 ريال سعودي (نحو 1,700,000 ريال يمني)، تضمن الكهرباء الدائمة وتُنهي المهزلة اليومية التي يتجرعها الناس.
*الشمس لا تُسرق… ولكن الإرادة غائبة*
الطاقة الشمسية ليست رفاهية، بل هي الحل المستدام والأقل كلفة على المدى الطويل. ولكن يبدو أن هناك من لا يريد للمعاناة أن تنتهي، لأنهم ببساطة، يربحون من الفوضى والانطفاءات والصفقات المشبوهة في وقود الكهرباء.
حضرموت تستحق الأفضل.
تستحق إدارة تحترم عقل المواطن وتهتم بمعاناته وتخفف عنه
تستحق حلولًا لا وعودًا.
تستحق كهرباء لا مذلّة.





