هل تُسبب أجهزة التكييف مشاكل تنفسية بالفعل؟
تاربة_اليوم / متابعات
27 مايو 2025
في ظل الاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف في المنازل، أماكن العمل، والمرافق العامة، يثور جدل طبي مستمر حول تأثيراتها الصحية، خاصة على الجهاز التنفسي.
فهل تُعد هذه الأجهزة فعلاً مصدر خطر محتمل على الصحة التنفسية؟
تشير دراسات طبية متعددة إلى أن أجهزة التكييف، رغم فوائدها في تنظيم درجات الحرارة وتوفير بيئة مريحة، قد تشكل بيئة خصبة لظهور بعض المشكلات التنفسية، خصوصًا إذا لم تُصنَّ بشكل دوري وسليم.
*تراكم الفطريات والبكتيريا*
أحد أبرز المخاطر يتمثل في تراكم الفطريات والبكتيريا داخل فلاتر التكييف، خصوصًا في الأماكن الرطبة أو التي لا يتم تنظيفها باستمرار.
هذه الكائنات الدقيقة قد تنتشر في الهواء الداخل إلى المكان، مما يؤدي إلى التهابات تنفسية، أو ما يُعرف بـ”متلازمة المبنى المَرضي”، وهي حالة تظهر أعراضها على بعض الأفراد عند التواجد المستمر في بيئة مكيفة.
*جفاف الهواء*
تقوم أجهزة التكييف بخفض الرطوبة في الجو، ما قد يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة، ويزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الحلق واحتقان الأنف، خاصة لدى الأطفال وكبار السن ومن يعانون من الحساسية أو الربو.
*التغير المفاجئ في درجات الحرارة*
الانتقال السريع من أجواء حارة إلى بيئة باردة (كما يحدث عند دخول مكان مكيف من الخارج) قد يؤثر على الجهاز التنفسي ويسبب أعراضًا شبيهة بنزلات البرد أو يفاقم حالات الربو.
*لكن في المقابل…*
لا يمكن إغفال أن أجهزة التكييف تلعب دورًا مهمًا في تخفيف الضغط الحراري وتحسين جودة الحياة في البيئات الحارة، كما أنها تساهم في تقليل تعرض البعض لمثيرات خارجية كالغبار وحبوب اللقاح، بشرط استخدامها بطريقة صحية وصيانتها المنتظمة.
*الخلاصة:*
نعم، يمكن أن تُسبب أجهزة التكييف مشاكل تنفسية في ظروف معينة، خصوصًا في حال الإهمال في الصيانة أو سوء الاستخدام. غير أن التكييف بحد ذاته ليس المسبب المباشر، بل البيئة التي يعمل ضمنها وطريقة التعامل معه. الوقاية تبدأ من الالتزام بتنظيف الفلاتر بانتظام، وضبط درجات الحرارة بشكل معتدل، وتجنب التعرض المفاجئ للبرودة الشديدة.
وهنا تبرز الحاجة لوعي مجتمعي حول الاستخدام الآمن للتكييف، خاصة في المجتمعات التي تعتمد عليه بشكل دائم.






