تصحيح واجب  للرأي العام .. والرجوع للحق فضيلة والإعتذار واجب من القلب!

بقلم / أ. علي عباس بن طالب
الاحد 25 مايو 2025م.

في وقتٍ أصبح الناس فيه لا يفرقون بين الحقيقة والشائعة، وبين المعلومة والتضليل، أجد من واجبي اليوم أن أعود إلى جمهوري الكريم وأضع أمامه الحق كما هو، دون رتوش.

في منشوري السابق الذي كان بعنوان “شف التلاعب وين.. وشوف الفارق بين المحطات والناتج ونصيبها من الديزل”،

وقد بُني ذلك المنشور على معلومات خاطئة ومضللة أُعطيت لي، وتسرّعت بنشرها دون أن أتحقق من صحتها أو أتثبت من مصدرها. وهنا كان الخطأ.

لكن الله أراد للحق أن يظهر، وللمعلومة الصحيحة أن تتضح.
ففي جلسة صادقة جمعتني مع الدكتور خالد محفوظ باحريش – مدير عام المنطقة ومشرف محطات التوليد – تبيّن لي أن كل ما اعتمدت عليه في منشوري السابق كان غير دقيق ومجانب للصواب.

ولكن بعد جلوسي مع الرجل الخلوق والمتواضع الدكتور خالد محفوظ باحريش، مدير عام المنطقة ومشرف محطات التوليد، والذي استقبلني بصدر رحب، وبأخلاق عالية، وبابتسامة تدل على معدن الرجال وقت الاختلاف، اتضحت لي الحقيقة الكاملة.

فشكرًا من القلب لهذا الرجل الذي لم يُقابل الهجوم بهجوم، بل استقبلني بروح المسؤول الحكيم، ووضح لي الصورة بكل شفافية، والحق يُقال:
رغم أن منشوري كان هجوميًا، إلا أن الدكتور خالد استقبلني بكل تواضع، وبأخلاق رفيعة، وبابتسامة رجلٍ واثقٍ من نفسه ونظيف اليد والضمير.
جلسنا، تحدثنا، ووضح لي الحقيقة بالأرقام والتفاصيل:

*الحقائق الفعلية بالمستندات والوقائع:*

*1. محطة قريو:*

الطاقة المنتجة :7 ميجا/ الساعة تشغيل :  12 ساعة يوميا

الاستهلاك اليومي: 23,000 لتر

الاستهلاك الأسبوعي: 161,000 لتر

علما ان الطاقة المتاحة في محطة قريو : 20 ميجا في الساعة .. تحتاج وقود 134000 لتر في اليوم.

*2. محطة الغرف:*

الطاقة المنتجة: 2 ميجا / الساعة

تشغيل: 24 ساعة يوميًا

الاستهلاك اليومي: 13,500 لتر

الاستهلاك الأسبوعي: 94,500 لتر

*3. محطة بدرة 2:*

الطاقة المنتجة: 9 ميجا / الساعة

تشغيل: 24 ساعة يوميًا

الاستهلاك اليومي: 60,000 لتر

الاستهلاك الأسبوعي: 423,000 لتر

*إجمالي استهلاك الديزل:*

اليومي: 96,500 لتر

الأسبوعي: 678,500 لتر

*الوقود المزود من بترومسيلة:*

أسبوعيًا: 600,000 لتر

بواقع: 200,000 لتر كل أحد، ثلاثاء، وخميس

النتيجة .. عند مقارنة الوقود المُستهلك فعليًا بالوقود المُزوّد من بترومسيلة، نجد أن هناك عجزًا واضحًا، وأن الكمية الحالية غير كافية لتغطية احتياج المحطات الثلاث!

بل إن محطة قريو وحدها إذا شغلت بكامل طاقتها (20 ميجا)، فهي بحاجة لأكثر من 134 ألف لتر يوميًا، وهو ما يتجاوز بكثير ما تحصل عليه.

*ماذا نطالب اليوم؟*

نطالب حلف قبائل حضرموت، وكل الجهات المعنية، بالوقوف إلى جانب أهلهم، والمطالبة بتوفير كميات أكبر من الديزل، لتغطية العجز، وتقليل ساعات الطفي، وتحقيق استقرار للطاقة في المنطقة.

وأخيرًا .. أعتذر علنًا وبكل وضوح إلى الدكتور خالد محفوظ باحريش، عن المنشور السابق، وأشكره على توضيح الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف، وعلى سعة صدره وخلقه الرفيع.

منشوري السابق لم يكن إلا خطأً بني على خطأ، واليوم أقوم بواجب التصحيح، بكل شجاعة واحترام للناس والحقيقة، وما ضاع حقٌ وراءه مطالب… وما تعلى راية إلا بالحقيقة.

الاعتراف بالخطأ قوة، وتصحيحه مسؤولية، والحق أحق أن يُتبع ، شكراً لك دكتور خالد، وشكرًا لكل من يسعى لتصحيح المعلومة وإيضاح الحقيقة.