اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

عدن تغرق في موجة قاتلة من الحُمّيات.. كارثة صحية في ظل غياب حكومي مريب

عدن تغرق في موجة قاتلة من الحُمّيات.. كارثة صحية في ظل غياب حكومي مريب

تاربة اليوم / عدن – متابعات خاصة

23 مايو 2025

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

في الوقت الذي تتنازع فيه الأطراف السياسية على المناصب والنفوذ، تشهد مدينة عدن انهيارًا صحيًا صامتًا، تُدفع ضريبته أرواح الأبرياء يومًا بعد آخر. فالمستشفيات مكتظة، والدواء نادر، والجهات الرسمية غائبة عن المشهد، فيما تتصاعد وتيرة الحُمّيات القاتلة دون أي تدخل فعّال.

*تفشٍ خطير للحميات.. مستشفيات عاجزة ومرضى في الممرات*

منذ أسابيع، تشهد العاصمة المؤقتة عدن تصاعدًا مقلقًا في حالات الإصابة بأنواع متعددة من الحُمّيات، أبرزها: حمى الضنك، الملاريا، التيفوئيد، إضافة إلى حالات حمى غير معروفة الأسباب. وتشير إفادات طبية من مستشفى الجمهورية إلى استقبال قسم الطوارئ يوميًا أكثر من 150 حالة، فيما يضطر كثير من المرضى للمغادرة دون علاج بسبب الاكتظاظ الحاد ونقص الموارد.

المراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعمل بطواقم منهكة وغير كافية، في ظل غياب أي خطة طوارئ واضحة من الجهات الرسمية.

*ضحايا يوميون.. والكارثة تتسع*

رغم أن السلطات لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي حول حجم الكارثة، تؤكد تقارير طبية غير رسمية تسجيل أكثر من 50 حالة وفاة خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم أطفال ونساء. كما أفادت مصادر خاصة لصحيفة “عدن الغد” بوفاة خمس حالات على الأقل يوم الخميس وحده، في مناطق متفرقة من المدينة.

وتتوزع الإصابات والوفيات في مختلف مديريات عدن، بما في ذلك دار سعد، المعلا، خور مكسر، الشيخ عثمان، البريقة والمنصورة، ما يشير إلى تفشٍ شامل وخروج الوضع عن السيطرة.

*بيئة موبوءة وإدارة فاشلة*

يرجع أطباء ومراقبون أسباب انتشار الحُمّيات إلى تردي البنية التحتية، وتكدّس المياه الراكدة، وغياب حملات الرش الوقائي، إلى جانب انعدام التوعية الصحية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة ما يدفع السكان لفتح النوافذ، ويعرّضهم لقرصات البعوض الناقل.

ويؤكد طبيب يعمل في مركز بخور مكسر: “كنا نعلم أن الوضع سيتدهور مع بداية الصيف، لكن لم تكن هناك أي استجابة. لا توعية، لا خطط وقائية، لا حملات رش، وكأننا نعيش في مدينة مهجورة بلا حكومة”.

*تخاذل رسمي.. وصمت حكومي مريب*

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُسجَّل أي زيارة لمسؤول حكومي رفيع إلى المستشفيات، كما لم يُعلَن عن خطة طوارئ أو نداء استغاثة للمنظمات الدولية. ويثير هذا الصمت غضبًا واسعًا في أوساط المواطنين، الذين يتساءلون عن دور وزارة الصحة، ولجنة الطوارئ، والسلطات المحلية.

ويقول المواطن علي سعيد: “ندفع ما نملك من مال لعلاج أطفالنا في عيادات خاصة، لأن الحكومة غائبة كليًا. لا أحد يسمع أو يهتم، وكأن أرواحنا بلا قيمة”.

*المنظمات الدولية.. غائبة رغم تفاقم الأزمة*

ورغم خطورة الوضع، لم تُسجل أي استجابة ملموسة من المنظمات الدولية المعنية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) وأطباء بلا حدود (MSF). ويُعزى هذا الغياب إلى غياب التنسيق الرسمي، وعدم وجود شراكة مؤسسية تسهّل التدخل الإنساني.

*صرخات من الميدان: “نموت بصمت”*

أم محمد، أم لثلاثة أطفال، فقدت اثنين منهم بسبب الحمى، تقول بألم: “نُقلنا من مستشفى لآخر دون فائدة.. لا سرير، لا طبيب، ولا دواء. اشتريت الأدوية من السوق السوداء بأسعار جنونية، وفي النهاية ماتوا دون حتى تشخيص”.

*الخاتمة: تحذير أخير قبل الانفجار*

ما يحدث في عدن اليوم هو كارثة صحية بكل المقاييس. وإن لم تتحرك السلطات بسرعة، وتطلق خطة استجابة طارئة بدعم من المنظمات الدولية، فقد تمتد الحُمّيات إلى خارج المدينة، وتتحول إلى وباء شامل يصعب احتواؤه.

الصمت الحكومي لا يعني إلا شيء واحد: المزيد من الموت والمآسي التي تُضاف إلى سجلٍ طويل من الإخفاقات.

إغلاق