اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حين يصمت ممثلو الشعب : عبء المناصب الفارغة وأوجاع المواطن المنسية

حين يصمت ممثلو الشعب : عبء المناصب الفارغة وأوجاع المواطن المنسية

كتب / د. فائز المنصوري
السبت 17 مايو 2025

من المؤسف حقاً أن نُشاهد بعض أعضاء مجلس النواب عاجزين عن أداء دورهم كما تقتضي المسؤولية الوطنية، رغم ما يُخصص لهم من أموال طائلة من خزينة الدولة. ومع كل ذلك، لم يكلّف كثيرٌ منهم أنفسهم عناء السؤال أو التقصّي عن الأسباب الحقيقية وراء تردّي الخدمات وتفاقم الأوضاع المعيشية. فكم هي ساعات انقطاع التيار الكهربائي؟ ألا يدركون حجم المعاناة التي تدفع بالمواطنين للخروج إلى الشوارع مطالبين بأبسط حقوقهم؟ وهل تم استدعاء وزير الكهرباء لمساءلته والوقوف على مكمن الخلل؟ أهي أزمة خدمية أم أن خلفها صراعات سياسية؟ فإن كان النواب يجهلون، فذلك تقصير فادح، وإن كانوا يعلمون ولا يتحركون، فالمصيبة أعظم. أليسوا هم من يدّعون أنهم صوت الشعب؟ فإن صدقوا في دعواهم، فإن أولى مهامهم أن يُجسدوا همومه، ويلاحقوا المقصّرين، ويكشفوا الحقائق للرأي العام، لا أن يلوذوا بصمت مريب لا يليق بمن أقسم على خدمة الوطن. وإن كانوا عاجزين عن القيام بواجبهم كما تفرضه الأمانة والمسؤولية، فإن الواجب الأخلاقي والوطني يحتّم عليهم تقديم استقالة جماعية. فالشعب، في حقيقة الأمر، لم يعد بحاجة إلى مقاعد فارغة لا تنطق باسمه، بل هو أحوج ما يكون إلى أن تُستثمر تلك الرواتب في معالجة همومه اليومية. إن المنصب دون عمل حقيقي ليس سوى عبثٍ وهدرٍ لأموال الدولة، بل هو أكلٌ للمال العام بالباطل. والمواطن الذي يضطر إلى نبش حاويات القمامة بحثاً عن طعام، أحقّ بتلك الأموال من نائب لا يفتح فاه إلا لقبض راتب أو إلقاء وعود موسمية في الحملات الانتخابية.
آن الأوان لأن يُقال ما يجب أن يُقال: لا كرامة لمن لا يحمل همّ الوطن، ولا مكان في مراكز القرار لمن ارتضى الصمت والفراغ والامتيازات.

إغلاق