فتيات القبعات الصفراء.. شرارات الأمل تضيء القطن
كتب /المهندس : محمد بيزار
الخميس 8 مايو 2025
في صباحٍ مشرق من أيام مايو، تجمّعت الأنظار في مديرية القطن، لتشهد لحظة فاصلة تكتب فيها نساء المديرية فصلاً جديداً من التمكين والتألّق. تحت قبعاتهن الصفراء التي أضفت على المكان إشراقة شمس إضافية، وقفت المتدرّبات بكل ثقة، وهن يقطفن ثمار 17 يوماً من العمل والتعلّم والتحدي.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
شهد الأستاذ محمد عوض بلعجم، الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية، بمعية قيادات من السلطة المحلية وممثلي الجهات الداعمة، الحفل الختامي لبرنامج التدريب المهني في مجال المنتجات الشمسية (الفرن والفانوس)، الذي نفّذته مؤسسة “لأجل الجميع للتنمية” بتمويل كريم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ضمن مشروع تمكين المرأة اليمنية في الطاقة المتجددة.
لم يكن المشهد عادياً؛ بل كان صورة حية للأمل وهو ينبض بين أيادي النساء المتدرّبات، وقد تحوّلن من متلقيات للمعرفة إلى صنّاعات للضوء والفرص. تحت القبعات الصفراء، ظهرت ملامح الإصرار والتمكن، فتيات اكتسبن مهارات فنية دقيقة، وإدارياتٍ صاعدات يحملن بذور ريادة الأعمال، متمكنات من أدوات العصر، وقادرات على مجابهة تحديات الواقع.
وفي خلفية المشهد، كانت هناك خلية نحل لا تهدأ، تحركها عقول منسق المشروع (محمد بن عبيدون) والمنسقتين( حياة باشراحيل وفاطمة بن عكظه) ، أولئك الذين لم يغيبوا لحظة عن التفاصيل. تحرّكوا بخفة وسرعة، يتنقلون بين الورشات والقاعات، يذلّلون العقبات، ويبعثون الحماسة في قلوب المتدرّبات. لم يكونوا مجرّد موظفين، بل كانوا نواة الحياة لهذا المشروع، النبض المتواصل الذي أبقى العجلة تدور دون كلل.
أما المدربون والمدربات، فكانوا أكثر من مجرد ناقلي معرفة؛ كانوا رواة أمل، وصانعي وعي، ومهندسي تغيير. بأسلوب أدبي راقٍ، مزجوا بين التقنية والروح، وحولوا الورش التدريبية إلى منصات للإلهام. كانت أيديهم ترسم للمتدربات خارطة الطريق، فيما كلماتهم تُوقد شعلة الحماسة في الصدور. كل معلومةٍ كانت تُلقى، كانت تُلبس بحلة الإبداع، لتدخل القلب قبل أن تستقر في العقل.
وتخللت فقرات الحفل نكهة حضرمية أصيلة، حيث أطربت فرقة “النشامى” الحاضرين بفلكلور يعكس هوية الأرض وروح أهلها، تلاها عرض مسرحي مؤثر جسّد واقع المرأة اليمنية وسفرها نحو التمكين من بوابة الطاقة الشمسية.
وفي ختام الحفل، دُشّنت رسمياً مرحلة الإنتاج والتجميع، بإشراف المتدرّبات أنفسهن، في خطوة ترسيخية لربط التمكين الاقتصادي بتحسين جودة الحياة. أكثر من 10,500 وحدة من الأفران والمصابيح الشمسية ستُنتج بأيادٍ نسائية وتوزّع على الأسر الأشد حاجة، في إشراقة تنموية تنبع من القطن وتضيء مدن اليمن.
هنا، من قلب حضرموت، حيث كانت الطاقة شحيحة، والفرص محدودة، ظهرت فتيات القبعات الصفراء كمنارات حيّة، تشع أملاً وتمكيناً.
قلن للعالم: لسنا فقط مستهلكاتٍ للضوء، بل صانعاته… ولسنا فقط متدربات، بل رائدات الغد.





