اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

قراءة هادئة في مبادرة اللواء/ فرج سالمين البحسني و اللواء /أحمد سعيد بن بريك..

قراءة هادئة في مبادرة اللواء/ فرج سالمين البحسني و اللواء /أحمد سعيد بن بريك..

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : حسين باراس
19 ابريل 2025

في خضم التحولات والتجاذبات التي تشهدها الساحة الوطنية ، تابعنا باهتمام النداء الذي أطلقه الأخ اللواء فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي وعضو المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت السابق ، وما أعقبه من تأييد من الأخ اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظ حضرموت السابق وعضو الانتقالي حاليا . ورغم ما بيننا من تباين في الرؤى والمواقف ، الا اننا نرحب بأي دعوة تصدر من أبناء حضرموت ، شريطة أن تكون نابعة من حرص حقيقي على مستقبل حضرموت ، لا انعكاسًا لمرحلة مراجعة شخصية متأخرة .

حضرموت كانت ولا تزال الحضن الذي يتسع للجميع، وبوصلتنا الوحيدة هي المصلحة الحضرمية النقية الخالصة ، الخالية من الحسابات الضيقة والتكتيكات العابرة فالمرحلة حرجة ولاتتسع للمزيد المناورات . بالرغم من اننا نختلف معكم سياسيًا الا اننا نحزن لما تتعرضون له من تهميش وإقصاء داخل المكونات التي التحقتم بها، والتي لم تنصف تاريخكم ولا نضالكم ولا مكانتكم، لكننا في الوقت ذاته نرفض إعادة تدوير تجارب ثبت فشلها ، أو محاولة القفز على الإرادة الحضرمية الحرة .

أي دعوة للوحدة الحضرمية لا تنطلق من الاعتراف بالأخطاء السابقة ، ولا تقوم على وضوح في الموقف من المشاريع الإقصائية ، تظل دعوة فاقدة للمصداقية . فأنتم كنتم في مواقع القرار، وكان بيدكم أن تصنعوا الفارق، وأن تؤسسوا لحامل سياسي حضرمي مستقل وقوي يدخل في شراكة ندية تحفظ لكم مكانتكم ويُنهي التبعية، ويمنح حضرموت موقعها المستحق في معادلة الشراكة الوطنية. لكنكم، للأسف، فضلتم الالتحاق منفردين بمشاريع خارجية ، رأت في حضرموت مجرد رقم تابع لا شريكًا أصيلًا .

لسنا هنا في معرض العتاب، بل في سياق التذكير بمرحلة ينبغي استيعابها قبل أن نقيّم أي مبادرة. وحين تصمتون طويلاً عن ممارسات الإقصاء التي طالت أبناء حضرموت، ثم تعودون بنداء مكرر، فإننا نجد أنفسنا أمام سؤال مشروع هل هي مراجعة صادقة، أم محاولة لاحتواء المشروع الحضرمي من بوابة جديدة ؟!..

نحن لأنعلم الغيب ولا نشكك في النوايا ، لكننا لا نقبل القفز على التضحيات ،لقد انطلق قطار حضرموت، ومن فاته الركوب منذ المحطة الأولى، لا يزال بإمكانه اللحاق، لكن ليس في العربة الاولى، فقيادة المرحلة القادمة يجب أن تكون لأبناء حضرموت الذين حملوا القضية في وجه الرياح ، ودفعوا ثمن الثبات، ورفضوا الإقصاء يوم كان الصمت سيد الموقف .
حضرموت اليوم لديها حاملها السياسي الذي وُلد من رحم المعاناة، ويحمل تطلعات الناس بإرادة واضحة وخطاب مستقل، لا يستجدي الحقوق بل ينتزعها بثبات، ويؤمن بالشراكة الندية لا التبعية.
غير أن حضرموت، وهي تمضي في هذا الطريق، لا تزال بحاجة إلى التكاتف والبناء على ما تحقق، فهي تتسع لكل أبنائها بمختلف أطيافهم، وتحتاج في هذه المرحلة المفصلية إلى توحيد الصف وتغليب صوت المصلحة العامة على ما سواه.
اليوم نحن أحوج ما نكون إلى كل جهد صادق، وكل رؤية جديدة مخلصة ، ترفد المشروع الحضرمي الجامع ، وتُسهم في رسم مستقبل يليق بهذه الأرض وتضحيات أهلها.


مع خالص الموده التقدير .

إغلاق