اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حراس الأرض والتاريخ: اللجان الشعبية في وادي حضرموت.. نموذجٌ في حماية الدولة وصون ممتلكاتها

حراس الأرض والتاريخ: اللجان الشعبية في وادي حضرموت.. نموذجٌ في حماية الدولة وصون ممتلكاتها

​ بقلم / سمير قندوس
الجمعة 19 ديسمبر 2025

​في اللحظات الفاصلة من تاريخ الشعوب، تبرز معادن الرجال وتتجلى أسمى صور المسؤولية الوطنية ، هذا ما شهده “وادي حضرموت” في أعقاب التطورات الأخيرة التي أدت إلى تطهير المنطقة العسكرية الأولى، حيث لم تكن الفرحة بالتحرير مجرد شعارات، بل تحولت إلى عمل دؤوب على الأرض تقوده اللجان الشعبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من أبناء المنطقة، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة قد تكون أصعب من التحرير نفسه من حيث الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع الفوضى و ​سد الفراغ الأمني بالاستجابة الفورية لشغر الفراغ الذي حصل ف​بمجرد انسحاب انهزام القوات السابقة ، نشأ فراغ أمني مؤقت كان من الممكن أن يستغله المخربون أو ضعاف النفوس ، هنا كان للجان الشعبية دور السبق؛ حيث انتشر العشرات من الشباب المتطوعين في محيط الإدارات الحكومية، والمرافق الحيوية، والمجمعات الإدارية.
​ولم يكن هذا الانتشار عشوائياً، بل تم تنظيمه عبر غرفة عمليات من الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي بوادي وصحراء حضرموت لضمان تغطية شاملة لكل مرافق الدولة أو الأماكن الحساسة التي تضم ممتلكات عامة تخص الشعب ول​حماية المنشآت السيادية ومراقبة الوضع الأمني عن كثب ..

🔎 قراءة أعمق للخبر

يمثل هذا الحدث نموذجًا للتحولات المتسارعة في طريقة تداول المعلومات، وتأثيرها المباشر على وعي القارئ.

الأولوية القصوى ​شملت خطة اللجان الشعبية تأمين مواقع استراتيجية وحساسة، منها:
مجمع الدوائر الحكومية: لضمان استمرار الدوام الرسمي لموظفي جميع الإدارات الحكومية في الوادي والصحراء.
​البنوك والمصارف المركزية: لضمان استقرار السيولة النقدية ومنع النهب.
​محطات الكهرباء والمياه: باعتبارها شريان الحياة الذي لا يمكن السماح بتوقفه.
​المجمعات القضائية والمكاتب التنفيذية: لحماية الأرشيف الوطني ووثائق المواطنين من التلف أو الضياع.
​المستشفيات والمراكز الصحية: لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية دون انقطاع.
​”لقد أثبت أبناء حضرموت أنهم أحرص الناس على دولتهم، مما يعكس وعياً حضارياً فريداً.
​ما ميز تجربة اللجان الشعبية في وادي حضرموت هو الالتفاف الشعبي حولها. فلم تكن هذه اللجان مجرد وحدات مسلحة، بل كانت تعبيراً عن إرادة مجتمع يرفض الفوضى. وقد ساهم التنسيق العالي مع الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي في تسهيل مهام هذه اللجان، وتحويل كل مواطن إلى “جندي” يحمي مصلحة الجميع.
و​لم يقتصر دور اللجان على الحراسة فقط، بل ساهمت في:
​تنظيم حركة السير ومنع التكدس في المداخل الرئيسية للمدن.
​تأمين عودة الموظفين إلى أعمالهم في بيئة آمنة ومستقرة.
​رصد التحركات المشبوهة وإفشال محاولات التسلل التخريبية.
​إن ما قامت به اللجان الشعبية في وادي حضرموت بعد دحر قوات المنطقة العسكرية الأولى سيبقى محفوراً في ذاكرة الأجيال كدرس في الوفاء ، لقد أثبتت هذه التجربة أن الأمن الحقيقي يبدأ من المواطن، وأن حماية ممتلكات الدولة هي حماية لمستقبل الأبناء، واليوم يقف الوادي شامخاً بفضل تكاتف أبنائه الذين أثبتوا أنهم الحراس الأمناء على ترابهم ومؤسساتهم.

ومن هنا نبعث برسالة إلى قيادة السلطة المحلية بالوادي والصحراء ، وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن تولي اهتماماً كبيراً لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأوقاتهم و هجروا أهلهم لفترة من الزمن و عرضوا أرواحهم للخطر في حال حصل هجوم مباغت لا سمح الله من قبل المخربين أو أي جهة فقدت مصالحها بعد التغيير الأخير ، فيجب أن يتم الاهتمام بهؤلاء الابطال و دمجهم ضمن قوات النخبة الحضرمية و اعطائهم حوافز مجزية نظير ما قاموا به من تضحيات جسام.

إغلاق