اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

القوة في الإجتماع ووحدة الصف (الحضرمي).

القوة في الإجتماع ووحدة الصف (الحضرمي).

كتب/جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 19 ديسمبر 2025

*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*

🔎 قراءة أعمق للخبر

يمثل هذا الحدث نموذجًا للتحولات المتسارعة في طريقة تداول المعلومات، وتأثيرها المباشر على وعي القارئ.

في قناة | ناشيونال الجغرافيك أبوظبيNational Geographic Abu Dhabi |  المعروفة بالقناة الصفراء أو المربع الأصفر ، التي كانت تهتم بنشر المواضيع المتعلقة بالحياة البريَّة ، حيث تعرض حياة الغابة ومافيها من الكائنات الحيوانية ، الأليفة والمفترسة ، الكبيرة منها والصغيرة ، الضعيفة والقوية ، ولها برامج في الحياة البحرية ، الصيادون والأسماك والفيضانات ، عالم الطيور وعالم الحشرات.

لا أريد كتابة الكثير من المفردات والكلمات ، أريد من القارئ الكريم أن يقرأ ويعي ما يُقصد من هذا الكلام! وماهي النوايا المتسترة في الخفاء … مـــاهو الأمـــر؟

في يوم من الأيام كنتُ جالساً أمام شاشة التلفاز أشاهد برنامجاً في القناة المعرف عنها سابقاً حياة البرية ،  يعرض هذا البرنامج قطيعٌ من الجواميس العملاقة الفتية مجتمعة في مرعى تأكل منه غذاءها ، يتقدمهم جاموس ضخم يُشار أنه القائد!
ظهر من بعيد ثلاثُ أسودٍ يافعة بارزةً أنيابها الموحشة ، أشبه بالذباح الذي يحدد سكّينته أمام الثور ، رأت الجواميس الأسود فارتعشت أطرافها ، وتفرقت مجامعها ، وأصبح سهلاً بعد تفرقها أصطيادها ، أبتسمت الأسود وحاولت الركض بإتجاه ما نفر من تلك الجواميس وانفرد بنفسه ظاناً أنه سينجو بحياته وبالعكس بل هو فريسة سهلة لتلك الأسود ، لكن كان لقائد تلك الجواميس رأيٌ آخر ، لن نهرب ، ولن نتفرق ، ولن نكون فريسة للطامعين بنا ، وقف بوجه تلك الأسود غير آبهاً بها مستشعراً مصلحة القطيع ومفكراً بمستقبل الأبناء ، رفع شعاراً نكون او لا نكون ، الفرقة والتفرد يعني خسارة فادحة ، الحياة مصير مشترك بيننا فلندافع عليها معاً ، رصو الصفوف ، إجتمعوا ، توحدوا ، العدو واضح ، والتفرق فادح ، والهروب فااااااضح! فهم القطيع ذلك النِداء ، وقالوا أيا قائدنا لك الفِداء ، إتحدوا واجتمعوا ولم يتفرقوا ، الرأي واحد نكون أو لا نكون ،  والقول واحد البقاء أو الفناء
رأت الأسود الثلاثة القطيعُ يلتحم ، والكُل ينظر إليهم بغضب ، أيها الطامعون بنا اليوم لن تستطيعوا ، لأن كلمتنا ورأينا وموقفنا واحد ، إنذهلت الأسود وقالت ليس أمامنا فرائس بل منافس ، وليست هناك متعة بل معركة ، سنحاول فيهم بالقوة أو الفتنة ، لكن أمر الأسود لم يجدي نفعاً ، الجواميس ثابتة ، وقالوا أن المعركة حاسمة ، تبين للأسود أن الإنسحاب حياة ، وأن الدخول في الصراع مع الجواميس وأنهم غنيمة مجرد هُراء ، إنسحبت الأسود وانتصرت الجواميس ، وكان لإجتماعهم كلمة الفصل ، وأن التفرق والتفرد ضياعٌ وهزل.

. في المجتمعات ليست القوة والمال والدعم والشجاعة والإقدام هي ما يحافظ عليها ،  بل ما يحافظ على تماسكها هو عمل أفرادها تحت روح الجماعة ، وتكاتفهم هو المعيار الثابت للحفاظ على المجتمعات من تأثير الطامعين، وإن بروز أي ثغرات في الصفوف سيُتيح الفرصة للمتربصين ليعبثوا بنسيجنا المجتمعي، لابد أن يكون لا مجال للفُرقة والتفرق، وأن نكون يداً واحدة لبناء حضرموت والمحافظة عليها من أصحاب المصالح الضيقة والشعارات اللماعة، فما كل ما يلمعُ ماسٌ، وما كلُ ما يُمدحُ جميلُ، فالوعود ليست تأكيد، كما أن الكلمات تنقضها الفعول، فلا تخدعنكم زخارف لفظِ القوم، فالجميع يريدون أن تكون حضرموت سليبة الرأي عديمة القرار بلا تأثير.

إغلاق