اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

20 ديسمبر… يوم حضرموت الوطني … بين رمزية التأسيس وتحدي الغزو !!!

20 ديسمبر… يوم حضرموت الوطني … بين رمزية التأسيس وتحدي الغزو !!!

بقلم : م .لطفي بن سعدون الصيعري.
الخميس 18 ديسمبر 2025

يُعد يوم 20 ديسمبر علامة فارقة في التاريخ المعاصر لحضرموت، إذ يرمز إلى تطلعات أبنائها المشروعة في إدارة شؤونهم، وحماية هويتهم، والسيطرة على ثرواتهم، وصون قرارهم السياسي بعيدًا عن الوصاية والهيمنة.
ويمثل هذا اليوم تقليدًا وطنيًا سنويًا يتزامن مع الذكرى الثانية عشرة للهبة الحضرمية المباركة (2013)، تلك الانتفاضة الشعبية العارمة التي زلزلت أركان الاحتلال اليمني حينها، وأسهمت في تصفيته وإخراجه عمليًا من حضرموت، وفرضت معادلة جديدة قوامها: حضرموت لأبنائها. وقد جرى إقرار هذا اليوم كيوم وطني حضرمي جامع من قبل مختلف المكونات الحضرمية المستقلة، وتم تدشينه رسميًا عام 2022م.
غير أن إحياء هذه المناسبة هذا العام يأتي في سياق استثنائي بالغ الخطورة، سياسيًا وميدانيًا، بعد أن وقعت حضرموت بكامل جغرافيتها تحت الغزو والاحتلال الجنوبي عقب الاجتياح العسكري الذي نفذته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أواخر نوفمبر 2025، واستمرار وجودها المسلح حتى اليوم، في انتهاك صارخ لإرادة أهل الأرض، ولقواعد الشراكة الوطنية، وللأعراف المحلية والإقليمية.

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

وعليه، فإن الاحتفال بيوم 20 ديسمبر في هذا التوقيت لا يمكن أن يكون فعلاً بروتوكوليًا أو مناسبة رمزية عابرة، بل يحمل دلالات وطنية وسياسية عميقة، من أبرزها:
أولًا: *رفض قاطع للتدخل العسكري الخارجي* :
يُنظر إلى الاحتفال بهذا اليوم بوصفه فعل مقاومة سلمية جامعة، ورسالة واضحة برفض وجود أي قوات عسكرية وافدة من خارج حضرموت، والتأكيد على أن قوات النخبة الحضرمية، وقوات حماية حضرموت، والأجهزة الأمنية المحلية هي وحدها المخوّلة بحماية الأرض والإنسان، وصون الأمن والاستقرار.
ثانيًا: *التمسك بمخرجات الهبة وحلف القبائل:*
يمثل الاحتشاد الشعبي تجديدًا للعهد مع المطالب الجوهرية التي رفعتها الهبة الحضرمية منذ 2013، وفي مقدمتها السيطرة على القرار السياسي والثروة النفطية. ويكتسب هذا البعد أهمية مضاعفة في ظل تمركز قوات حلف قبائل حضرموت في محيط مناطق الثروة، وعلى رأسها قطاع المسيلة، لمنع أي محاولات نهب أو فرض أمر واقع بالقوة.
ثالثًا: *ترسيخ الهوية الحضرمية المستقلة:*
يحمل يوم 20 ديسمبر رسالة سياسية واضحة مفادها أن حضرموت ترفض التبعية القسرية لأي مركز شمالي أو جنوبي خارج إطار الشراكة العادلة، وأنها تمتلك مشروعًا وطنيًا خاصًا يتمثل في إقليم حضرموت، وفق رؤية الحكم الذاتي المتكامل، والمتضمن صراحة حق تقرير المصير، استنادًا إلى الإرادة الشعبية والمرجعيات القانونية.
رابعًا: *إبراز المظلومية الحضرمية أمام الرأي العام:*
أسهم الغزو الأخير في رفع القضية الحضرمية إلى مستوى غير مسبوق من الحضور الإقليمي والدولي، بعدما كُشفت حجم الانتهاكات، ومحاولات فرض الهيمنة بالقوة، واستهداف الإرادة المحلية. وأصبحت مظلومية حضرموت اليوم قضية واضحة المعالم، تحظى بتعاطف واسع، ودعم سياسي وإعلامي متزايد.
خامسًا: *رسالة حاسمة للمجتمعين الدولي والإقليمي :*
يؤكد حراك 20 ديسمبر أن المجتمع الحضرمي، بكل مكوناته القبلية والمدنية والسياسية، كتلة واحدة موحدة خلف قيادته الشرعية، وأن أي ترتيبات سياسية أو أمنية تُفرض على حضرموت دون موافقة أبنائها محكوم عليها بالفشل، ولن يُكتب لها الاستقرار أو الاستمرار.
سادسًا: *تثبيت معادلة الردع السلمي والشعبي :*
يمثل هذا اليوم تأكيدًا على أن الحضارم، رغم تمسكهم بالعمل السلمي، يمتلكون من الوعي والتنظيم والقدرة الشعبية ما يجعلهم قادرين على إفشال مشاريع الاحتلال، وكسر سياسة الأمر الواقع، وإبقاء زمام المبادرة بأيديهم.
سابعًا: *الدعم الإقليمي والدولي والدور السعودي :*
حظيت حضرموت، عقب الغزو الذي تعرضت له، بدعم إقليمي ودولي واسع، وفي مقدمته الدعم اللامحدود من المملكة العربية السعودية على المستويات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية والإنسانية. وقد تُرجم هذا الدعم من خلال زيارة رئيس اللجنة الخاصة السعودية، اللواؤ القحطاني. وتحركات الوفد العسكري إلى عدن، وما رافقها من تواصل مكثف مع قيادة الشرعية اليمنية، والأشقاء، والمجتمع الدولي، للضغط بقوة من أجل انسحاب القوات الغازية ورفض التغيير بالقوة.
وأكدت المملكة موقفها الثابت الداعم لتمكين الحضارم من إدارة أرضهم وشؤونهم الأمنية والعسكرية والسياسية والإدارية والمالية، ورفض فرض أي ترتيبات تتجاوز إرادتهم، بما يجعل هذا الدعم رافعة حاسمة للقضية الحضرمية، ويُسرّع برحيل الغزاة من حضرموت.

وإحباءا لهذه المناسبة الوطنية الخالدة، يقيم حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع احتفالية جماهيرية كبرى في غيل بن يمين، وقد وجّها الدعوة لكافة أبناء حضرموت من قبائل، ونخب، ومنظمات مجتمع مدني، للمشاركة الفاعلة فيها، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لغزو أرضهم، وتجديدًا لعهد الصمود، وتصميمًا راسخًا على مقاومة الاحتلال ودحره من كل شبر من أرض حضرموت الطاهرة.

إن 20 ديسمبر ليس مجرد ذكرى، بل عهد متجدد، ورسالة لا لبس فيها:
حضرموت لن تُحكم إلا بإرادة أهلها… وستبقى عصية على الغزاة مهما طال الزمن.

إغلاق