■ حضرموت.. هندسة الأوضاع – خيارات متاحة لأهداف استراتيجية
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : عبدالله عمر باوزير
18 ديسمبر 2025
□ لم تعد المعالجات التكتيكية السياسية أو العسكرية مجدية.. في تقديري، كقارئ سياسي لسير الأحداث في حضرموت ونتائجها الأخيرة، والمتمثلة في احتلال ميليشيات الانتقالي الجنوبي وادي وصحراء حضرموت، ببعض تلك القوى التي تم تهيئتها غرب المكلا، مثل لواء بارشيد، وما أُطلق عليه الأمن السريع في مواقع متفرقة شرقها وشمال الهضبة منذ سنوات..
هذه القوى المسلحة جيدًا، والمدعومة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، يبرز السؤال: هل تم ترتيب وجودها لاستعادة دولة الجنوب، أم للسيطرة على إقليم حضرموت للمساومة به في أي تسويات قادمة؟
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
في تقديري، قد تبدو تلك هي الأهداف لبعض القراءات السطحية للكتاب والمحللين في بعض الفضائيات، أو قد تكون للتعمية لتنفيذ مشاريع صعبة للسيطرة على بحر العرب ومضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر، إن لم يكن عليه، وبالتعاون مع إسرائيل. وإلا كيف نفسر ما حدث ويحدث في السودان بعد اشتعال الأزمة اليمنية؟
◼️◻️◼️◻️
قد يرى البعض فيما ذكرتُ أعلاه شيئًا من الخيال، أو ردة فعل عاطفية على تلك الاندفاعة ضد أبناء محافظة حضرموت، وإصرارهم على حقهم في حكم محلي، وهو مطلب مشروع، ويأتي في إطار ما أُقرّ في مخرجات الحوار الوطني، الذي أعطى لمحافظات الأقاليم مسمى «ولايات» تتمتع بإدارات محلية في حكومة الإقليم.
أنا هنا لا أجد فيما يحدث في حضرموت ما يمكن توظيفه في تقاسم نفوذ، بقدر ما أراه استخدامًا في صراع إقليمي لتحقيق أهداف دولية، لم تعد مقتصرة على صراع «الأنكلوسكسون»، أو بوضوح أكثر: الأنغلو-أمريكي، لإعادة رسم خرائط وخطوط جديدة في البحار، بديلة لـ«خط في الرمال» البريطاني-الفرنسي، بحسب د. جيمس بار، شمال الجزيرة العربية بعد الحرب العالمية الأولى، الذي تلاشى بعد الحرب الثانية.
لا أذكر ذلك من باب الترف المعرفي بتاريخ الصراع بين القوى الكبرى في الماضي، ولكن للتذكير به والتنبيه إلى أهدافه، ونحن على أبواب مرحلة عربية وشرق أوسطية استكملت فيها المملكة العربية السعودية استعداداتها لقيادتها، رغم حجم تحدياتها البادية، ومنها أحداث حضرموت، والمستترة، والتي بكل تأكيد تتطلب التفكير في مواجهتها بحضرموت، لا كورقة، بل كقضية، وبوحدة سياسية استراتيجية لإقليم حضرموت، لا المحافظة.
◼️◻️◼️◻️
حضرموت الإقليم، بمحافظاته الأربع، ليس مجرد قوة جغرافية، بل قوة اقتصادية وديمغرافية، قادرة على تغيير مسارات الأزمة اليمنية، وتحجيم بعض أطرافها، وبالتالي توظيفها في عملية استراتيجية.
قد يقول البعض أيضًا: إنك تتخيل قضايا لا وجود لها، وتقترح حلولًا دون أخذ واقع إقليم حضرموت المرير، ودوره فيما آلت إليه أوضاع كل محافظة من محافظاته.
وأجد نفسي أمام حقائق صعبة، ولكن رهاني على القوى الحية في تلك المحافظات، وهي موجودة، لكنها غير قابلة للاستئجار. وعليه، أطالب ما تبقى من «الدولة اليمنية» بالمبادرة إلى تنظيم مؤتمر عام لتشكيل قيادة سياسية واجتماعية، أو حتى هيئة تنسيق تفضي إلى قيادة سياسية اجتماعية، تعيد هندسة العملية السياسية، بل والعسكرية، لأهداف قد تبدو صعبة، لكنها متاحة، لقطع الطريق على الخطوط المائية.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع




