أستعدوا للمزيد…

بقلم / عبدالرحمن عارف قروان
الاثنين 15 ديسمبر 2025

إننا نعيش في هذه المرحلة وفي هذه الحقبة بالذات من زمن جائر سنين لا تبشر بخير ولا تنبئ إلا بقدوم أبشع الأزمنة التي لم يشهد العالم الحديث لها مثيل من قبل أزمنه لا توحي إلا بانعدام الأخلاق وانتشار الرذيلة ووأد الإنسانية واغتيال القيم الدينية وتقويض المبادئ الاجتماعية وفساد الإنسان بأنانيته وخراب الأنظمة الإدارية وانهيار الحضارة التي شهدت جوارحنا بدايات أفولها في أوطاننا والتي لا يبدو أن مستقبلها يحمل إلا ما هو أسوأ فاستعدوا للمزيد فإن القادم أثقل والاختبارات أشد.

ومن هذا المنطلق أجد لزاماً علي أن أوجه كلمة صادقة إلى الشباب إن وقتكم هو أثمن ما تملكون وهو رأس مالكم الحقيقي في هذا العالم القاسي فعليكم باستثماره أحسن استثمار وتسخيره فيما يؤمن لكم حياة أقل معاناة في المستقبل فلا تنتظروا ضمان من أحد ولا تعوّلوا على أن الزمن سيكافئكم لمجرد النية إذ لم يعد هناك ما يؤمّن الحياة كما في السابق.
لقد كان في الأزمنة الماضية ضمانا إجتماعيا أو معاش تقاعدي حين يشيخ الإنسان ويعجز عن العمل تكفله الدولة أو مجتمع يتكافل أفراده يمد بعضهم بعض بالعون بدافع من نبل الأخلاق وسمو القيم. أما اليوم فإن تلك المعاني تتلاشى شيئاً فشيئاً مثلما تلاشى الماضي
إن الزمن الحاضر وما يليه هو زمن الانحطاط القيمي وزمن الاعتماد على الذات لا غير زمن لا تمد فيه الأيدي ولا يسمع فيه أنين المتعثرين ولا يلتفت فيه إلى الضعفاء فمن لم يحصّن نفسه بالعلم والعمل والوعي والتخطيط كان أول ضحايا هذا العصر.
فأنقذ نفسك بنفسك قبل أن يأتي يوم لا تجد فيه من ينقذك ولا زمن يمنحك فرصة أخرى.