مسميات المساجد

تاربة_اليوم/ مقالات وآراء
كتبه / ا .صالح باغزال
14 ديسمبر 2025م

قال تعالى:
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾

يطرح كثيرٌ من الناس تساؤلًا حول واقع مساجد اليوم؛ إذ يؤسفنا أن نرى بعض المساجد وقد ارتبطت بطوائف أو أحزاب أو جماعات، نتيجة ضعف الدور المؤسسي لوزارة الأوقاف، التي لم تمارس مسؤولياتها كاملة في الإشراف والضبط، فتركت إدارة المساجد لواقعٍ فُرض بفعل الظروف السياسية والأمنية.
ومع غياب الحصر والتوثيق الرسمي للمساجد، ومن يتولى إدارتها، نشأت بعض المساجد – أو آلت إدارتها – إلى جماعات ربطتها بفكرها الخاص، وفرضت عليها شروطًا صريحة أو ضمنية، مستغلةً فترة فراغ الدولة.
ويظن بعض الناس أن هذا الاختلاف يُعد تنوعًا مشروعًا، بينما الحقيقة أنه يزرع الفرقة، ويحوّل المسجد من بيتٍ لله إلى منبر ولاء وانتماء؛ فالمساجد بيوت الله، لا بيوت الأحزاب ولا مقار الجماعات.
والحل يكمن في تفعيل دور وزارة الأوقاف إداريًا وعمليًا، وتوحيد تبعية المساجد رسميًا، واختيار الأئمة على أساس العلم والوسطية والكفاءة، لا على أساس الانتماء أو التوجه.
وبذلك تُستعاد هيبة الدولة، ويُعاد للمسجد مقامه الحقيقي؛ بيتًا لله يسع الجميع، بلا تصنيفات ولا رايات.
وقد عانت حضرموت من هذه المسميات، رغم سنيّتها وتمسّكها بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ.

*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*