اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الاستقامة والتمسك بقيمنا وديننا طريق النجاه

الاستقامة والتمسك بقيمنا وديننا طريق النجاه

بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 14 ديسمبر 2025

حمدًا لله على نعمة الإسلام،
وصلاةُ ربي على نور الهدى، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، تكلمنا كثيرًا عن المعاناة والظلم الذي أنهك الشعوب والمجتمعات، وفي مقالي هذا ـ رعاكم الله ـ نستوقف قليلًا لنتأمل ما حلَّ بأمة التوحيد، وما نشاهده في أرض المسرى والمعراج، وفي السودان، وأرض الحكمة والإيمان، وفي جميع دول التوحيد.
هل هي أحداث عابرة نقولها لمن يتعظ ويفقه القول ويتبع أحسنه؟ إن الصراع بين الخير والشر إلى قيام الساعة، وإن تمسكنا بديننا وسنة نبينا ﷺ فلاحُنا في الدنيا والآخرة.
إن أعداءنا استطاعوا، برسم المخططات تلو الأخرى، ليس للاستحواذ على ثرواتنا وخيراتنا وأراضينا فحسب، بل لاستهدافنا بأغلى ما نملك، ألا وهو ديننا وعقيدتنا السمحة. وفتحوا ووجّهوا نوافذ بثٍّ لسموم فكرية، وكل رذيلة في عصر التكنولوجيا، عبر مواقع الإباحية على مصراعيها، لتدمير عماد الأمة: الشباب والشابات، فهم نهضة الأمم.
ولتدمير التعليم والمعلم والقيم والأخلاق، ببث السموم والانحطاط بكل ما هو مخلٌّ بالقيم، وغرس الشذوذ الجنسي، واللبس، والحلاقات، وكيف يتحرر الشباب والشابات من عادات “التخلّف” بزعمهم، ونحن في عصر التطور والتحرر الفكري.
ولم يكتفوا بذلك، بل استقدموا لنا المنظمات الدولية بحجج واهية، تبث كل سمومها للشباب والشابات باسم التحرر والتقدم وتمكين المرأة، واستدراجهم إلى مستنقع الرذيلة والفاحشة.
هناك يكمن تدمير المجتمعات. كما أشغلوا شبابنا بالرياضة في أوقات الصلوات، وفي آخر الليل، لكي يكون الشباب مخدَّرًا لا يقوى على العبادات وصلاة الفجر. ولم يكتفوا، بل نشروا القات والمخدرات والشبو والحبوب.

لم يُدمَّر الشباب فحسب، بل الشيوخ والنساء، صغارًا وكبارًا.
استيقظوا يا أمة التوحيد، تصيحون من ضنك العيش وتردي الخدمات واستباحة الحقوق، ابحثوا عن الأسباب أحبتي.
قد أطلت عليكم، ولكن تأملوا ـ بارك الله فيكم ـ في عدم استجابة الدعاء، وما حلَّ علينا من ابتلاء. أعطيكم بعض الأسباب:
أولًا: المال الحرام، من الرشوة وأكل حقوق الناس، ومن السطو على أراضيهم وممتلكاتهم. فإذا كان مأكلك ومشربك وملبسك من حرام، فأنّى يُستجاب الدعاء، وإن كنت في الصف الأول في المسجد، وتصوم الاثنين والخميس؟
ثانيًا: ما نشاهده من حرائق أو سيول جارفة للمزارع والنخيل، وانتزاع البركة، بل سَلَّط الله بلاءً وداءً على النخيل لسببين:
الأول: أن بعضهم يحرم النساء من ميراثهن.
والثاني: أنه لا يزكّي ماله، ويتحايل فيبيع الثمار ويقول: على المشتري.
احذروا ـ بارك الله فيكم ـ أن ما حلَّ بنا قد نكون نحن أحد أسبابه.
رسالتي لكل الآباء في ظل هذه الظروف والابتلاءات:
عليكم بمتابعة أبنائكم، مع من يصاحبون ويسيرون. فقد استُغِلَّت ظروف الكثير من الشباب والشابات، في ظل البطالة والفقر وضعف المرتبات وغلاء المعيشة، باستقطاب الكثير لترويج المخدرات والشبو والكسب السريع.
وجّهوا أبناءكم إلى بيوت الله، والتمسك بالدين والقيم والأخلاق، لتحصين أبنائكم من الانزلاق إلى الرذيلة والفاحشة.
إن ما نشاهده في الأسواق والحدائق والمنتزهات من سلوك مخلٍّ بالقيم والأخلاق، فإذا كثرت المعاصي تأتي الكوارث والفتن. وقد حذّرنا ونصحنا بمقالات سابقة عن الألعاب للأطفال، حيث يجتمع الكبار من حولهم، وبعض الشباب مع لعبة البلياردو حتى طلوع الفجر، وقد تُمارس بعض السلوكيات غير الحميدة، ويُصطاد الشباب لكل ما ذكرنا.
أيها الأب الغيور، اجعل ابنك نصب عينيك، وأعنه على الطاعة لتنعم ببرّه، وإن تركت فراغًا للهوى فقد لا تلقى إلا العقوق.
نسأل الله أن يردنا جميعًا إلى ديننا ردًّا جميلًا.

إغلاق