ظاهرة السرقة في الأسواق الشعبية للنساء
تاربة_اليوم /كتابات واراء
بقلم أ/ خالدعلي باضريس.
13 ديسمبر 2025
تُعدّ الأسواق الشعبية المخصّصة للنساء من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في كثير من المناطق، حيث تُقام عادةً بصورة أسبوعية وفي أماكن متعددة ومختلفة، ما يجعلها مقصدًا لعدد كبير من النساء من مختلف الأعمار. وتتميّز هذه الأسواق بطابعها الشعبي والبسيط، وتلبي احتياجات المرأة في بيئة تشعر فيها بالراحة والاطمئنان.
وتوفّر هذه الأسواق فرصة مهمّة للمرأة لقضاء حوائجها بعيدًا عن ازدحام الرجال، الأمر الذي يمنحها قدرًا من الخصوصية والحرية في التسوق، كما يسهّل عليها اختيار ما تحتاجه من ملابس وأدوات منزلية ومستلزمات أخرى دون حرج أو مضايقة.
ومن أبرز أسباب الإقبال الكبير على هذه الأسواق أن أسعارها غالبًا ما تكون مناسبة وفي متناول الجميع، إذ تُعرض السلع بأسعار أقل مقارنة بالأسواق التجارية الكبيرة، ما يجعلها خيارًا مفضّلًا للنساء ذوات الدخل المحدود، وللأسر الباحثة عن التوفير.
إلا أنّ هذه الإيجابيات لا تخلو من سلبيات، من أبرزها ظاهرة السرقة التي بدأت تنتشر في بعض هذه الأسواق، حيث تتعرّض النساء لسرقة أغراضهن الشخصية كالنقود والهواتف، كما لا يسلم أصحاب المفارش والبسطات من سرقة بضائعهم، وغالبًا ما تقوم بهذه الأفعال بعض النساء مستغلات الازدحام وكثرة الحركة.
وتُعدّ هذه الظاهرة سلوكًا سلبيًا يسيء إلى سمعة الأسواق الشعبية ويقلّل من مستوى الأمان فيها، كما يزرع الخوف والقلق في نفوس المتسوقات والبائعات على حد سواء. لذلك، تبرز الحاجة إلى توعية المجتمع بخطورة هذه التصرفات، وتعزيز القيم الأخلاقية، إضافة إلى تنظيم هذه الأسواق وتوفير رقابة مناسبة للحد من انتشار السرقة والحفاظ على أمن الجميع.
وفي الختام، تبقى الأسواق الشعبية للنساء ظاهرة إيجابية ذات دور اقتصادي واجتماعي مهم، إلا أن الحفاظ عليها يتطلّب تعاونًا جماعيًا للحد من الظواهر السلبية، وفي مقدّمتها السرقة، حتى تظل هذه الأسواق مكانًا آمنًا يخدم المرأة والمجتمع بأكمله.






