المخاوف الأمنية في سيئون أم في صنعاء؟
كتب/ علي باسعيدة
السبت 13 ديسمبر 2025
قدّمت بعض أندية صنعاء، وعلى وجه الخصوص نادي 22 مايو، اعتراضاً على إقامة تجمع المجموعة الثالثة من دوري الدرجة الثانية في مدينة سيئون، مستندةً إلى مبرّر “الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
وتمثّل هذه المبررات – في حقيقة الأمر – مزاعم لا تستند إلى وقائع، ولا تعكس واقع مدينة السلام سيئون، التي لم تشهد حرباً ولم تعرف أعمالاً إجرامية، بل كانت الأحداث الأخيرة مجرّد عملية استلام وتسليم بين قوات الجيش، وهي إجراءات اعتيادية تحدث في بلد يعيش ظروفاً استثنائية.
الغريب أن بعض أندية صنعاء ترغب في اللعب على أرض تسيطر عليها جهات غير معترف بها دولياً، في حين تتذرع بعدم الأمان في مدينة تحتضن الجميع وتُعد من أكثر المدن اليمنية أمناً واستقراراً.
فأيهما أكثر أمناً اليوم؟ سيئون أم صنعاء؟
لم نسمع يوماً أن أندية حضرموت أو غيرها رفضت التوجه إلى صنعاء أو تعذرت بالأوضاع الأمنية، رغم أن الجميع يدرك طبيعة الظروف هناك.
بينما سيئون، التي احتضنت عدة تجمعات للمنتخبات الوطنية والأندية، أثبتت على الدوام أنها مدينة تتنفس الأمن والمحبة، ويشهد تاريخ ملاعبها بأنها:
لم تشهد أي تصرف مناطقي.
لم تُسجل فيها أي إساءة لأي زائر من أي محافظة.
لم يهتف جمهورها ضد أي فريق جاء ضيفاً عليها.
وتحتضن مواطنين من كل محافظات اليمن دون استثناء.
فلماذا اليوم يُستكثر عليها أن يلعب ممثلها على أرضه وبين جماهيره، بينما أندية حضرموت وبقية المحافظات لعبت في صنعاء سنوات طويلة دون اعتراض؟
إن على الاتحاد العام لكرة القدم عدم الانصياع للمطالب التي تعمّق الانقسام وتؤجج المناطقية بين أبناء الوطن.
والاتحاد مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى عدم تكرار سيناريو سابق، حينما امتنعت بعض أندية صنعاء عن اللعب خارج العاصمة بحجة منع حكام صنعاء من المشاركة — في الوقت الذي تم فيه تجاهل اعتراضات أندية عدن (التلال، الوحدة، الشعلة)، ليتم تهبيطها إلى الدرجة الثانية، بينما مُنحت أندية صنعاء ملحقاً خاصاً!
وها نحن نترقب ما سيقرره الاتحاد:
هل سيعيد البطولة إلى مسارها الطبيعي والعادل؟
أم سيغرس مسماراً جديداً في نعش الكرة اليمنية عبر فصلٍ غير معلن بين أندية الجنوب وأندية الشمال؟






