«صوت الشباب» يناقش مستقبل عدن 2035: البقاء والمقاومة أم الهجرة؟
تاربة_اليوم – عدن – خاص
نظّمت الشبكة الوطنية للمبادرات المجتمعية والشبابية، ضمن برنامج «صوت الشباب»، ورشة حوارية بعنوان «عدن 2035… هل نبقى هنا أم نهاجر؟» فتحت من خلالها واحدًا من أكثر الملفات حساسية في المشهد العدني: مستقبل الجيل الشاب بين البقاء في مدينة تتآكل خدماتها ومؤسساتها، أو الرحيل بحثًا عن بيئة أكثر استقرارًا وفرصًا.
وشارك في الورشة عدد من الشباب والقيادات المجتمعية والفاعلين المحليين الذين قدموا قراءة معمّقة للتحولات المتسارعة التي تشهدها المدينة، والتي تصدّرها:
هشاشة الإدارة المحلية وغياب مرجعية حكومية قادرة على توجيه المسار.
التوسع العشوائي وما يسببه من تآكل للنسيج الاجتماعي والحضري.
تدهور الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة.
الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة مقابل تضاؤل فرص العمل.
تفاقم البطالة وانتشار العمل غير المنظم كأحد أهم دوافع الهجرة.
الهجرة الداخلية غير المنظمة من الريف إلى عدن بما يشكل عبئًا إضافيًا على البنية التحتية.
تصاعد مشاعر القلق والإحباط بين الشباب نتيجة الاضطراب السياسي وعدم وضوح المستقبل.
وأكدت المداخلات أن الهجرة لم تعد مجرد خيار فردي، بل نتيجة طبيعية لانهيار مؤسسي ممتد منذ سنوات الحرب والصراع السياسي. كما أشار المشاركون إلى أن الفقر وانعدام الاستقرار ورغبة الشباب في تطوير قدراتهم أصبحت عوامل موضوعية تدفع الكثير للتفكير في الرحيل، في ظل غياب رؤية رسمية واضحة لمستقبل المدينة.
وفي المقابل، طرحت الورشة مجموعة من المسارات العملية التي تتطلب إرادة جادة للخروج من حالة الجمود، أبرزها:
صياغة رؤية حضرية لعدن 2035 تعيد ضبط النمو العشوائي وتستعيد كفاءة الإدارة وتحسن الخدمات.
الاستثمار في قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم بما يواكب متطلبات العصر قبل أن تخسرهم المدينة لصالح الهجرة.
تبني سياسات اقتصادية تولد فرص عمل إنتاجية تقلل الاعتماد على الاقتصاد الريعي.
تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز الوعي الجمعي لكسر العزلة الاجتماعية.
توسيع نطاق الحوارات الشبابية–المجتمعية في مجالات الثقافة والفنون والمجتمع، مع إشراك المناطق الريفية التي يُدفع شبابها غالبًا إلى خيارات غير مستقرة بسبب غياب البدائل.
ورغم ضغوط الواقع، أجمع المشاركون الشباب على أن الهجرة بالنسبة لهم ليست خيارًا أوليًا، بل آخر الحلول، مؤكدين تفضيلهم البقاء والمقاومة والعمل من أجل بناء مدينتهم ووطنهم، إيمانًا بقدرتهم على صنع مستقبل أفضل إذا أُتيحت لهم الفرص.
وقالت الشبكة الوطنية للمبادرات المجتمعية والشبابية إن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة من الجلسات الهادفة إلى إعادة تشكيل الخطاب الوطني تجاه الشباب ومستقبل عدن، خطاب يقوم على الحقائق لا التجميل، وعلى المشاركة لا الإقصاء، وعلى مواجهة الواقع كما هو.
وأكدت الشبكة أن جيل الشباب ما يزال يمتلك القدرة والإرادة لإحداث تحولات تدريجية، وأن نهضة عدن لن تتحقق دون إعادة الاعتبار لصوت الشباب ودورهم في صياغة مستقبل لا يُفرض عليهم فيه الهجرة كخيار وحيد.







